فلسطين أون لاين

تنديد واسع بقمع السلطة وقفة ضد محاكمة الشهيد الأعرج

...
رام الله - فلسطين أون لاين

أدانت فصائل وهيئات نقابية وحقوقية فلسطينية بشدة، قمع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله، الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت اليوم أمام مجمع المحاكم بالمدينة، رفضا لمحاكمة الشهيد باسل الأعرج ورفاقه.

واعتبرت حركة "حماس"، اعتداء الأجهزة الأمنية في رام الله على والد الشهيد باسل الأعرج والمشاركين في المسيرة، بـ"الجريمة الوطنية مكتملة الأركان، تستوجب محاسبة المعتدين ومعاقبتهم".

وقال الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، في بيان له، إن "تكرار هذا السلوك من الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، هو استمرار لعملها خارج المربع الوطني والأخلاقي، وتعبير عن سياسة السلطة التي تستهدف المقاومة ورموزها".

وطالب بـ"صياغة برنامج عمل مشترك لمنع السلطة من مواصلة استهدافها للمقاومة في الضفة الغربية، وعدم السماح لها بالعبث بالقضية الفلسطينية، ووقف سياستها التي تعزز الانقسام وتعطل المصالحة".

بدوره، أدان القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، داود شهاب، الاعتداء على الوقفة الاحتجاجية، مضيفاً أن "الأجهزة الأمنية تنفذ أوامر وتعليمات مباشرة من الاحتلال بملاحقة المقاومين".

من جهتها، حمّلت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، السلطة الفلسطينية وقادة الأجهزة الأمنية مسؤولية الاعتداء على المتظاهرين أثناء محاولتهم الاحتجاج على تقديم الشهيد باسل الأعرج ورفاقه إلى المحاكمة، مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين فوراً دون قيد أو شرط.

ووصفت الجبهة إقدام أجهزة أمن السلطة على قمع الوقفة الاحتجاجية واستهدافها بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والفلفل وبالهراوات، الذي أدى إلى إصابة واعتقال العشرات، بـ"الجريمة التي لا تغتفر، والتي لا يجب أن تمر مرور الكرام، ويجب أن يتم محاسبة كل من أعطى الأوامر ونفذها".

هذا وأدان النائب قيس عبد الكريم، نائب الأمين العام لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، عملية القمع التي مارستها أجهزة امن السلطة ضد الاعتصام السلمي، مؤكداً أن "المحاكمة نفسها هي فضيحة بكل المعاير الوطنية السياسية والقانونية ما كان ينبغي اللجوء إليها".
وشدد النائب الفلسطيني، في بيان له، على أن ما جرى "يعمق ألهوه بين السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية والمجتمع ، الأمر الذي يضعف على نحو جوهري من القدرة على مجابهه الاحتلال الإسرائيلي وما يقوم به من إجراءات على الأرض".

أما رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، محمد اللحام، فقال إن "ما حصل من اعتداء على الصحفيين في رام الله من قبل الشرطة الفلسطينية، ما هو إلا انتهاك واضح وفاضح وصارخ وجب معه مساءلة ومحاسبة بشفافية فعلية وليست لفظية".

وأضاف في تصريح له، "لا احد فوق القانون ونحن أمام انتهاك معيب ومشين لا مبرر له على الإطلاق، وهو يسيء للشرطة الواجب منها حماية القانون وليس أخذ القانون باليد".

كما طالبت "كتلة الصحفي الفلسطيني"، و"التجمع الصحفي الديمقراطي"، بمحاسبة المعتدين على الوقفة والمتواجدين فيها، لا سيما الصحفيين منهم، داعين إلى الوقوف أمام الاعتداءات المتكررة على حريات الصحافة والتعبير عن الرأي.

وقال الصحفي الفلسطيني في قناة "رؤيا" الاردنية"، حافظ أبوصبرة، وهو أحد الذين تعرضوا لاعتداء خلال قمع اجهزة السلطة للوقفة الاحتجاجية، قال في منشور له على صفحة موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "سحلت ومزقت ثيابي وداسوني ببساطيرهم، كل هذا وأنا رافع المايكروفون بالسماء وبصرخ بأعلى صوت أنا صحفي، ورغم هيك كملوا علي".

وأضاف "للأمانة أول مرة بشعر بحالة من الخزي والعار لكوني صحفي فلسطيني، وبعد سنة من وجودي بهالبلد بعترف بأني وقعت مئة مرة مع جنود إسرائيليين وما صار فيي اللي صار اليوم، ويا حيف بس علينا، والله مستحي أرد على أي تلفون لأنه مش عارف شو أحكيلهم، أنا صحفي فلسطيني واللي ضربني الأمن الفلسطيني"، على حد تعبيره.

بدورها، أكدت "الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان" أن الحق في التجمع السلمي وعقد الاجتماعات العامة، هو من الحقوق الأساسية التي كفلها القانون الأساسي الفلسطيني، مشيرة إلى أن استخدام القوة غير المتناسبة، والاعتداء على المتظاهرين، بات يتكرر بشكل كبير منذ بداية العام الجاري.

وطالب "ديوان المظالم" التابع للهيئة في بيان له اليوم الأحد، الجهات الرسمية بالالتزام بالقوانين والمحافظة على الحريات العامة، داعية النيابة العسكرية بالتحقيق في الأحداث وإحالة كل من يثبت مخالفته للقانون للقضاء العسكري حسب الأصول.

يذكر أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، قمعت اليوم الأحد، وقفة احتجاجية أمام مجمع المحاكم التابعة للسلطة في رام الله، رفضًا لمحاكمة الشهيد باسل الأعرج ورفاقه الأسرى.

وقالت وكالة "قدس برس"، إن قوة من أجهزة أمن السلطة هاجمت بشكل مفاجئ المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، واعتدت عليهم باستخدام الهراوات وقنابل الغاز والصوت.

وأضاف أن عددًا من المشاركين أصيبوا بجراح وحالات اختناق؛ بينهم والد الشهيد الأعرج، والذي نُقل الى المستشفى الحكومي في رام الله لتلقي العلاج.

وأشار إلى أن أمن السلطة اعتقل عددًا من المشاركين في الوقفة بعد الاعتداء عليهم؛ بينهم القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" خضر عدنان، وهاجم الطواقم الصحفية واعتدى على عدد منهم بالضرب.

وألقى والد الشهيد الأعرج، كلمة خلال الوقفة؛ قبيل قمعها، طالب فيها أجهزة أمن السلطة بالاصطفاف مع أبناء شعبها، مشددًا على أن دم نجله "الشهيد باسل" نزف من أجل وحدة الشعب الفلسطيني.

وكان نشطاء فلسطينيون، قد وجهوا دعوات لتنظيم وقفات احتجاجية بعنوان "سيُحاكمهم باسل"، في الأراضي الفلسطينية وعدد من دول العالم، رفضًا لمحاكمة الشهيد باسل الأعرج ورفاقه الأسرى في سجون الاحتلال على خلفية حيازتهم "سلاح دون ترخيص".

وكان المطارد والناشط الفلسطيني باسل الأعرج، قد استشهد برصاص الاحتلال خلال اشتباك مسلح، مع قوات خاصة إسرائيلية، فجر الإثنين الماضي بعد أن كان في منزل بمدينة رام الله، وتم احتجاز جثمانه.

وبرز الصيدلاني الأعرج من قرية "الولجة" قضاء بيت لحم، كناشط في المقاومة الشعبية وحملات مقاطعة الاحتلال منذ سنوات، وتقدم المظاهرات ووقف على رأس الفعاليات الوطنية وعمل على مشروع لتوثيق مراحل الثورة الفلسطينية بجولات ميدانية للمجموعات الشبابية.

وكان الأعرج قد تعرض للاعتقال لدى جهاز "المخابرات العامة" الفلسطيني، لعدة شهور بتهمة التخطيط مع خمسة شبان آخرين لتنفيذ عمليات للمقاومة، وأعاد الاحتلال اعتقال أربعة من الشبان، باستثناء الأعرج الذي بقي مطاردًا حتى استشهاده الإثنين الماضي، وشاب آخر وهو علي دار الشيخ، والذي حضر اليوم جلسة المحكمة.