فلسطين أون لاين

من هو فريدمان؟!

" خمسة سفراء أمريكيين سابقين لدى (إسرائيل ) من إدارات جمهورية وديمقراطية حثوا مجلس الشيوخ في رسالة على رفض ترشيح ديفيد فريدمان (سفيرا لواشنطن في تل أبيب) قائلين إن لديه مواقف متطرفة بشأن قضايا مثل المستوطنات وحل الدولتين. وكتب السفراء السابقون وهم توماس بيكرنج وإدوارد ووكر ودانيل كورتزر وجيمس كانينجهام ووليام هاروب في الرسالة: "نعتقد (أنه غير مؤهل للمنصب).

و أعلنت الحركة اليهودية الإصلاحية في الولايات المتحدة، وهي أكبر الحركات اليهودية الأمريكية، في بيان أصدرته الجمعة أنها (تعترض بشدة) على تعيين ديفيد فريدمان سفيرا للولايات المتحدة لدى (إسرائيل). وهذه هي المرة الأولى التي تتخذ الحركة موقفا ضد تعيين شخص لمنصب السفير.
من هو ديفيد فريدمان؟
إنه محامٍ أمريكي من أصول يهودية، ودائما ما يثير الجدل بسبب تصريحاته المؤيدة لـ(إسرائيل) من مثل قوله : إن "هضبة الجولان ليست منطقة نزاع؟!". وأعتقد أن مرتفعات الجولان منطقة إستراتيجية مهمة جدا لـ(إسرائيل) ، يمكن أن نتصور كيف كانت ستعاني (إسرائيل) لو لم يكن الجولان تحت سيطرتها.. كان بإمكان داعش السيطرة على الهضبة؟!".
ويؤيد فريدمان البناء الاستيطاني ويدافع عن (ضم إسرائيل للضفة الغربية) التي احتلتها في حرب عام 1967.
ولا يتحمس لحل الدولتين، وكان قد وصف أوباما بمعاداة السامية، انتصارا لموقف نتنياهو، ويطالب بمساعدات مالية أكبر لـ(إسرائيل)، وهو من المقربين لترامب، ومن قادة حملته الانتخابية؟!
هذه المعلومات غيض من فيض عن صفات الرجل ( السفير الأميركي في تل أبيب) وما خفي من تأييده لدولة العدو أعظم مما هو معلن.
إن هذا التعيين سيضع ولا شك السلطة الفلسطينية في امتحان، فهي أمام رئيس أميركي، وسفير أميركي كلاهما لا يؤمن بحل الدولتين، وكلاهما يؤيد الاستيطان، والأخير يدعو لضم هضبة الجولان لأنها تمثل خطرا إستراتيجيا على دولة ( إسرائيل )، وكأن هناك دولة عسكرية عظمى في سوريا؟! وهو ينسى أن الجولان السوري كان تحت حكم سوريا، ولم يمثل يوما خطرا على دولة العدو، ولم تنطلق منه رصاصة واحدة ضد دولة العدو؟!
أعلم أن دولة العدو محظوظة برئاسة ترامب، وبسفارة فريدمان، وربما بجلّ حاشية ترامب في البيت الأبيض، بعد أن أيد مجلس الشيوخ ترشيحه، ولكن المؤسف أن النظام العربي لا يعرف أين مصالحه؟ ، وكيف يدير الصراع في القضية الفلسطينية في ظل هذا الانحياز الأميركي غير المسبوق لدولة العدو؟ !. والأدهى من ذلك أن تسمع بين الفينة والأخرى عن جهود نتنياهو لإقامة تحالف سني مع ( إسرائيل) لمواجهة الخطر الإيراني. ولا تجد أحدا يعترض على تعيين فريدمان سفيرا، بينما تعترض أميركا مثلا على تعيين سلام فياض مبعوثا أمميا في ليبيا، لأن ( إسرائيل) تعترض أيضا؟!