تواجه أحياء القدس المحتلة حربًا مسعورة من الاحتلال تستهدف مواصلة هدم المنازل فيها وتشريد أهلها تحت حجج واهية، إذ يسارع الاحتلال الصهيوني الزمن في تنفيذ مخططات التهويد وبناء المشاريع الاستيطانية فوق هذه الأحياء.
ومع بداية عام 2020م يعمل الكيان لإحكام السيطرة على القدس واستكمال تنفيذ مخططات 2020 التهويدية، إذ أصدر الاحتلال الإسرائيلي العشرات من قرارات الهدم بحق منازل المقدسيين، بهدف مواصلة تنفيذ مخططات تهويد أحياء القدس وإخلائها من المقدسيين، فقد أصدرت محكمة الاحتلال بالقدس قرارًا بهدم 4 منازل في حي وادي الحمص ببلدة صور باهر جنوب شرق القدس، من هذه المنازل عمارة سكنية مكونة من 3 طبقات، كما أخطرت بلدية الاحتلال أصحاب 7 منازل في حي باب السلسلة بالقدس المحتلة، بإخلائها نتيجة تشققها بفعل الحفريات الاستيطانية أسفلها؛ وهذه الحفريات تتواصل ضمن مخطط إسرائيلي خطير لتهويد حي باب السلسلة وإقامة المشاريع الاستيطانية فوقه، إذ تسلمت 29 عائلة مقدسية إخطارات إسرائيلية بإخلاء منازلها والرحيل من الحي المقدسي.
ويحبس الاحتلال ويبعد الشخصيات المقدسية المؤثرة إذ يعتقل شيخ الأقصى رائد صلاح، ويواصل إصدار قرارات إبعاد بحق المقدسيين والمقدسيات، فصدرت سابقًا عدد من قرارات الإبعاد بحق عدد من المرابطات في القدس، وحديثًا قررت محكمة الاحتلال إبعاد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري مدة أسبوع عن المسجد الأقصى، بسبب الدور البارز للشيخ صبري في دعوة وتحشيد المقدسيين لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه، وإقامة الصلوات الخمس، إضافة إلى حملة صلاة الفجر التي شهدتها الجمعة الماضية.
إن ما تواجهه القدس هذه الأيام من مخططات التهويد وهدم المنازل يستهدف استكمال تنفيذ مخطط القدس 2020م، وهو مخطط إجرامي تهويدي خطير يستهدف الاستيلاء على أكبر مساحة من الأرض المحيطة بالقدس، بمصادرة الأراضي، والاستيطان، وتدمير الأحياء العربية، كما يستهدف عزل التجمع السكاني العربي في القدس عن التجمعات العربية في الضفة الغربية، كما يستهدف المخطط الإجرامي تطويق القدس بأحزمة استيطانية متصلة على شكل تجمعات سكنية تحقق إقامة عزل سكاني يهودي بين القدس وخارجها من جهة، وتحقق سيطرة إستراتيجية على التجمعات العربية داخل القدس من جهة أخرى، كما يستهدف المخطط بناء المزيد من التجمعات الاستيطانية لعدد من الأغراض العسكرية.
إن الاحتلال الإسرائيلي يمضي قدمًا في مخططه التهويدي للقدس 2020، الهادف إلى محاصرة مدينة القدس بالمستوطنات وتشريد سكانها.
وحسب إفادة المصادر والمعلومات المقدسية إن مخطط 2020 ما يسميه الصهاينة "القدس الكبرى" يبدأ من حدود رام الله شمالاً إلى منطقة بيت لحم جنوباً، ومن حدود منطقة عمواس غرباً إلى سفوح أريحا شرقاً.
إن عدد المنازل التي هدمها الاحتلال العام الماضي وصل إلى 265 منزلًا شرد أهلها، ويرجح أن تزداد أعمال هدم منازل المقدسيين هذا العام لاستكمال مخططات التهويد لتنفيذ مخطط 2020 التدميري.
إن أحياء القدس القديمة تواجه هذه الأيام مخططات إجرامية تستهدف هدمها بالكامل لاستكمال تنفيذ المشاريع الاستيطانية في القدس، وأهمها مشاريع 2020، وما ينفذ من عمليات هدم للمنازل ينذر بكارثة كبيرة تستهدف هذه الأحياء وتستهدف تهجير وتشريد أهلها، وإكمال السيطرة على القدس وضواحيها التاريخية العريقة.
ما يحدث في القدس من جرائم تدمير وتهويد إسرائيلية يستوجب على الأمة العربية الإسلامية النهوض من سباتها العميق، والنفير لحماية القدس والمسجد الأقصى من جرائم ومخططات التهويد والتدمير التي تواجهها القدس يوميًّا.