فلسطين أون لاين

​تتميز بأنظمتها التعليمية والتربوية

طلبة النخبة "على الإسفلت" بقرار إسرائيلي

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

لا يعرف الكثير من طلبة مدرسة النخبة _ومنهم محمد حمادة ذو السبعة أعوام_ السبب الحقيقي لإغلاق السلطات الإسرائيلية لمدرستهم في قرية صور باهر جنوبي مدينة القدس المحتلة منذ نحو 20 يومًا، إلا أن جميعهم ملتزمون بالاستيقاظ باكرًا يوميًا للاجتماع بمعلميهم على الإسفلت.

وفي الـ23 من شهر فبراير/شباط الماضي, أغلقت شرطة الاحتلال مدرسة النخبة الأساسية للبنين بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية بدعوى أنها "تنوي تعليم موادّ فحواها يتعارض مع وجود (إسرائيل) وتتطابق مع فلسفة حركة حماس".

ومنذ ذلك التاريخ يتلقى الطلبة حصصهم الدراسية على الأرضية المجاورة لمدرسة النخبة على انعدام الوسائل المساعدة وبرودة الطقس، وقبيل ساعات الظهيرة يخرج التلاميذ الصغار مع الطاقم التدريسي والإداري للمشاركة في وقفات احتجاجية ضد إغلاق بيتهم الثاني وحرمانهم من حقهم بالتعليم.

ويبدو الطفل حمادة في حالة "امتعاض" لعدم قدرته على الدخول إلى فصله الدراسي والاستمتاع بممارسة كرة القدم داخل الصالة الرياضية برفقة زملائه الصغار، كما يخشى والدا محمد أن يدفعهما قرار الإغلاق إلى نقل طفلهم إلى إحدى المدارس التابعة لبلدية الاحتلال في المدينة المقدسة.

والد الطفل حمادة المهندس أحمد أشاد بالأنماط التعليمية والتربوية التي تلتزم بها مدرسة النخبة، إذ علق على ذلك قائلًا: "حرصت إدارة المدرسة منذ الأيام لافتتاحها على تعليم الطلبة معاني النظام والآداب العامة وترسيخ المفاهيم الوطنية والإسلامية دون تحيز لأي فكرة أو حزب سياسي".

ويرفع الطلبة في اعتصاماتهم اليومية، سواء عند باب المدرسة أو أمام مقرات السلطات الإسرائيلية شعارات باللغة العربية والعبرية والإنجليزية, تؤكد حق التعليم وتدحض مزاعم الاحتلال، مثل "إغلاق المدارس التعليمية قرار ظالم"، "من حقي أن أتعلم في مدرسة النخبة"، "لا تغلقوا مدرستي".

الطالب في الصف الثاني معاوية خريس وجد في منصة "فيسبوك" فرصة للتعبير عن موقفه من إغلاق "النخبة", إذ نشر مقطعًا مصورًا قال فيه إن "مدرسته لا تبعد عن منزله إلا بضع خطوات, ولكنه يعجز عن الوصول لها بسبب الاحتلال"، ثم ختم مؤكدًا أنه لا بديل عن النخبة.

وافتتحت النخبة كأول مدرسة خاصة في بلدة صور باهر مع بداية السنة الدراسية الجارية، وهي تدرس المنهاج الفلسطيني الأساسي بأساليب حديثة ومميزة بما يساهم في تقديم خدمة تعليمية نوعية لطلاب القرية.

استهداف الهوية الوطنية

بدوره، قال رئيس لجنة أولياء أمور مدارس صور باهر، جبر عميرة قال إن الخطوات الاحتجاجية ستصعّد خلال الفترة القليلة القادمة في حال أصرت سلطات الاحتلال على إغلاق مدرسة النخبة الأساسية رغم حصولها على متطلبات التراخيص القانونية.

ووصف عميرة قرار إغلاق المدرسة بـ"المجحف", ثم أضاف لصحيفة "فلسطين": "يوجد في القرية 15 مدرسة للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، يشرف على خمس, منها السلطة الفلسطينية والبقية تتبع لبلدية الاحتلال وفيها يعاني الطلبة المقدسيون من ضعف الاهتمام".

وبين عميرة أنه على وقع التهميش المتعمد للمدارس الفلسطينية، جاءت مدرسة النخبة كأول مدرسة خاصة تلتزم بالمنهاج الفلسطينية وتدرس أيضًا اللغة العبرية، مبينًا أن المدرسة تضم نحو 230 طالبًا وطالبة بجانب 22 فردًا كطاقم تدريسي وإداري.

في ذات السياق، ذكر مدير المدرسة لؤي بكيرات, أن قرار الإغلاق كان مفاجئًا للجميع، لافتًا إلى أن مسؤولًا من وزارة المعارف الإسرائيلية زار المدرسة بداية العام الدراسي وفحص المناهج التي تدرس وعلى إثر ذلك قدم تقريرًا إيجابيًا وأوصى من خلاله بمنح المدرسة الترخيص اللازم.

وتساءل بكيرات: "ما ذنب الطلبة أن يدرسوا في الشارع وعلى الإسفلت بسبب قرار ظالم بعيدًا عن الواقع جملة وتفصيلًا؟"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن قرار إغلاق مدرسة النخبة يستهدف الهوية والثقافة الفلسطينية وقد يكون مقدمة لإغلاق مدارس أخرى في مدينة القدس المحتلة.