منذ أشهر ليست بالقليلة، يكثف الحلف الموالي للسلطة الفلسطينية من حملات التشويه المنظمة ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس، وفصائل المقاومة عمومًا، مستخدمًا أدوات إعلامية مختلفة تتجاوز رسائلها الإعلامية كافة أصول المهنية، وما سقطة نقيب صحفيي رام الله إلا أحدث أنموذج في فضاء العالم الأزرق.
فقد نشر ناصر أبو بكر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مجموعة صور مفبركة تظهر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وهو يقبل يدي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقًا، يوسف القرضاوي.
وأمام حالة التنديد والهجوم الواسعتين ضد فبركات "أبو بكر"، تراجع نقيب صحفيي رام الله عمّا بدر منه وسارع إلى حذف الصور من صفحته لكن من دون أن يقدم اعتذارًا للجمهور أو حتى لحركة حماس ورئيس مكتبها السياسي، الذي طالته حملة التشويه بشكل شخصي.
وتعكس حالة التخبط التي وقع بها "أبو بكر" الحملة العشوائية التي تقودها السلطة وأجهزتها عبر الأدوات المختلفة ضد قادة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وعدم دقة ما يتم نشره من أكاذيب وروايات مختلقة عبر الصفحات الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين، وصف ما أقدم عليه نقيب صحفيي رام الله من نشر صورة مفبركة لهنية، بـ"المشين والجريمة" التي لا يليق بالموقع أو المسمى الذي يحمله أبو بكر "دون انتخابات ديمقراطية أو نزيهة تعبر عن مجموع الصحفيين".
وقال ياسين لصحيفة لـ"فلسطين": ما نشره أبو بكر يخالف أبسط أبجديات المهنة التي من المفترض أن يكون مؤتمنًا عليها، فهي سقطة مدوية له، إذ يجب عليه حماية أخلاقيات العمل الصحفي.
واعتبر نشر صور مفبركة من قبل أبو بكر إساءة للشعب الفلسطيني ضمن مناكفات سياسية، حيث لا يليق إظهار قيادات الشعب الفلسطيني بصور مزورة بشكل واضح، إضافة إلى أنه يشير إلى عمق الأزمة في الوسط الصحفي، وغلبة الحسابات الحزبية على عمل النقابة.
وشدد ياسين على ضرورة أن تكون نقابة الصحفيين بيتًا جامعًا للكل الصحفي، وليس لشرذمته من خلال تصرفات النقيب "أبو بكر".
وأردف بالقول: المطلوب من أبو بكر أن يترفع عن هكذا هفوات لا تليق بالصحفيين، ويعمل على دعم الوحدة الوطنية، ويتحلى بالمسؤولية والأخلاق، وأن لا يكون خنجرًا في ظهر الصحفيين الفلسطينيين، من خلال سلك طريق لا يليق بالشعب الفلسطيني وتضحياته.
ويؤكد رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني علاء سلامة، أن نشر نقيب صحفيي رام الله صورة مفبركة لهنية وخامئني "تعد مخالفة لأخلاقيات العمل الصحفي، وانحيازًا لطرف على حساب آخر في الانقسام السياسي الفلسطيني".
وأضاف سلامة لـ"فلسطين": "إن نشر هذه الصورة في توقيت اغتيال قاسم سليماني قائد فليق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لا يخدم الرواية الفلسطينية، وغير لائق من قبل نقيب الصحفيين".
وشدد على أن الصحفي الفلسطيني يجب عليه التأكيد من أي صورة ومحتوى قبل نشره، وما أقدم عليه أبو بكر سيعزز من الانقسام والفرقة.
و انتقد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا ما نشره "أبو بكر"، بقوله عبر حسابه في موقع "فيسبوك": "ما يقال عنه نقيب الصحفيين التابع لماجد فرج وتوفيق الطيراوي ينشر عبر حسابه فبركات لا تليق بصحفي".