فلسطين أون لاين

خارطة الطريق الإسرائيلية لحرب لبنان الثالثة

فيما يتأهب الإسرائيليون لتبعات اغتيال سليماني، فإن تحضيراتهم لحرب لبنان الثالثة تتطلب تهيئة الأجواء والاستعدادات لحسم المعركة، أو إرجائها، وصولا إلى منعها كليا، من خلال جملة من الخطوات السياسية والعسكرية، الداخلية اللبنانية والإقليمية، وهي خطوات كلها ينبغي أن تسير بالتوازن قبل الحرب وخلالها وبعدها.

يرى التقدير الإسرائيلي أن حرب لبنان الثالثة ستكون أكثر جوهرية وخطورة من الأولى والثانية، 1982 و2006، لأن حزب الله سيستخدم كل ما لديه من الإمكانيات العسكرية والقوة النارية التي يحوزها، وقد بناها خلال السنوات الأخيرة من أجل إمطار الجبهة الداخلية الإسرائيلية بآلاف القذائف الصاروخية.

كما أن المنظومة الصاروخية التي يمتلكها الحزب ستستهدف المدن الإسرائيلية والأهداف الحيوية ومواقع الجيش بتل أبيب، وصولا لمواقع البنى التحتية، كالأبراج الزجاجية في حيفا، ومحطة الطاقة في الخضيرة، ومن خلال قدراته البحرية، سيسعى لاستهداف منصات الغاز والموانئ البحرية الإسرائيلية، كما سيعمل على تنفيذ خطته للمس، لإدخال قوات برية من أجل السيطرة على واحدة أو أكثر من التجمعات الاستيطانية الحدودية.

ومن أجل إرجاء حصول هذه الحرب، وربما منعها، وفي الوقت ذاته العمل على حسمها في حال اندلعت، يتطلب من (إسرائيل) القيام بكل تلك الخطوات الإسرائيلية الواردة أعلاه بنظرة أوسع، من خلال خطوات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية ونفسية، إلى حين اندلاع الحرب وما بعدها.

من الناحية السياسية يسعى الإسرائيليون لتحصيل مشروعية للمس المستقبلي بحزب الله، وصولا لتدميره بالكامل في لبنان، وتشمل هجوما إعلاميا دوليا يحمّل الحزب مسؤولية الوضع المتدهور في لبنان، وعدم الاستقرار الذي تعيشه الدولة.

هناك ضرورة إسرائيلية للقيام بخطوات سياسية، سرية وعلنية، أمام جهات دولية أخرى لديها وجود في الساحة اللبنانية، وتوصيتهم بالضغط على الحزب، ومنها الولايات المتحدة التي تدفع عشرات ملايين الدولارات للجيش اللبناني، وفرنسا صاحبة التأثير الأكبر في بلاد الأرز، والأمم المتحدة، فضلا عن السعودية التي تعتبر وكيلة الجامعة العربية في لبنان.

النظرة العسكرية الإسرائيلية هي الأكثر خطورة، وتتضمن الاستعداد الاستراتيجي لتوفير الحسم العسكري، مما يتطلب من الجيش العمل على منع اندلاع حرب في جبهتين أو أكثر، بل تقليص التوتر في غزة، وأمام القوات الإيرانية بسوريا، وتحديد أهداف واضحة للحرب، وعلى رأسها تدمير القدرات العسكرية للحزب، وتثبيت سياسة لبنانية جديدة في نهاية الحرب.

ينشغل الجيش الإسرائيلي بخطة محكمة لتدمير الترسانة الصاروخية التي يملكها الحزب، والتأثير على وضعية مقاتليه لعدم الاستمرار في القتال، بما قد يضع تحديات أمام الحزب لترميم قدراته، فضلا عن الحاجة لاستخدام عنصر المفاجأة، وهو عنصر أساسي وحجر الأساس في الاستراتيجية القتالية الناجحة.

بكلمات أخرى، فإن (إسرائيل) قبل مبادرتها لشن الحرب الثالثة على لبنان قد تسعى لتوجيه ضربة استباقية، باختيار اللحظة الأكثر ملاءمة من الناحية الاستراتيجية.

المصدر / فلسطين أون لاين