فلسطين أون لاين

قاسم سليماني.. القائد الإيراني الأبرز في دعم المقاومة الفلسطينية

...
غزة/ محمد أبو شحمة:

لم يكن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بالرجل المحب والمؤيد لفلسطين فقط، بل كان من أبرز الداعمين لمقاومتها المسلحة وخاصة الفصائل العسكرية في قطاع غزة.

وركز سليماني الكثير من جهده تجاه تقوية الفصائل في غزة، ومدها بالخبرات العسكرية والأسلحة والمال خلال السنوات الماضية، وهو ما كان له الأثر بإيقاع خسائر في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

واغتيل سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، و8 أشخاص آخرين كانوا برفقتهما، في قصف صاروخي أمريكي استهدف سيارتين كانوا يستقلونهما على طريق مطار بغداد، فجر 3 يناير/ كانون الثاني الجاري.

وعُرف عن سليماني بأنه من القيادات الإيرانية الأقرب لفلسطين، من خلال تصريحاته المطالبة بتحريرها، وإنهاء احتلالها، وحث المسلمين على تقديم الدعم لها، وخاصة المسجد الأقصى المبارك.

وأقامت الفصائل بيت عزاء لقائد فيلق القدس في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، وفاءً منها لهذا الرجل.

 بل وذهبت المقاومة إلى أبعد من ذلك في التعبير عن تأييدها لإيران، من خلال مشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في جنازة سليماني في العاصمة طهران.

وأكد المحلل السياسي إياد القرا، أن علاقة المقاومة الفلسطينية بإيران شهدت تطورًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة وخاصة مع حماس؛ وذلك يعود لدور سليماني الذراع الخارجي الأقوى لطهران، وبحكم علاقته الجيدة مع قادة الحركة.

وقال القرا لصحيفة "فلسطين": إن "سليماني يعد العنصر الأساسي للعلاقة بين حماس وإيران، والمسؤول عن التواصل مع حركات المقاومة المختلفة بما فيها حماس التي عزز العلاقة معها بشكل شخصي خلال السنوات الماضية".

وأشار إلى أن سليماني لعب دورًا إيجابيًّا في دعم المقاومة الفلسطينية وتطوير قدراتها، ومدها بالأسلحة المتطورة والخبرات العسكرية المختلفة "وهو ما استفادت منه غزة، وخاصة حماس".

ولدى سليماني موقف عدائي واضح من الاحتلال الإسرائيلي، حيث أصدر بيانات وتصريحات واضحة سابقة هدد فيها (إسرائيل)، وحاول إعادة تنظيم المقاومة في جنوب سوريا، ودعمها في لبنان وغزة، كما يؤكد القرا.

ولفت إلى أن الموقف الإسرائيلي عقب اغتيال سليماني، "مرتاح" خاصة أن (إسرائيل) حاولت أكثر من مرة الوصول له، ولكنها فضلت أن تكون النهاية على يد الأمريكان حتى لا تكون طرفًا ويتم جرها لمواجهة.

واستدرك: "شخصية سليماني المندفعة للتعامل مع الفلسطينيين قد لا تتوافر في شخصية أخرى".

وحول مشاركة هنية في جنازة سليماني في طهران ووصفه بأنه "شهيد القدس"، أكد القرا أن ذلك له دلالات كبيرة لدى الإيرانيين، وترك حالة من الانزعاج لدى الاحتلال.

المحلل السياسي، ذو الفقار سويرجو، أكد أن سليماني لم يتوقف للحظة واحدة عن دعم المقاومة الفلسطينية بكل الأساليب، وجعلها على درجة عالية من الجهوزية من خلال تطوير وسائلها المختلفة.

وقال سويرجو لصحيفة "فلسطين": المقاومة في قطاع غزة أصبحت قوية وقادرة على خلق حالة من الخوف لدى الاحتلال وذلك ضمن الدعم الذي قدمه سليماني لها.

ووصف سويرجو قائد فيلق القدس بأنه "رجل متميز في العطاء مقارنة بكل ما قدموه من مساعدة للثورة الفلسطينية".