قال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال عبر قنوات البث الإسرائيلية: "اليوم أعلن عزمي -إن تم تشكيل حكومة جديدة- على تطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت"، مضيفا: "إذا تلقيت منكم تفويضاً واضحاً للقيام بذلك أعلن اليوم نيتي إقرار سيادة (إسرائيل) على غور الأردن وشمال البحر الميت" أما وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت فقد عزم على نقل صلاحية تسجيل الأراضي الفلسطينية في مناطق (ج) من الإدارة المدنية التابعة للجيش إلى وزارة القضاء.
تصريحات نتنياهو وبينيت تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يرى أي معوقات أمامه لتهويد غالبية الضفة الغربية والأغوار، وهذا يعني أن كل ما يقال حول الإنجازات الفلسطينية في الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية لا يخيف المحتل ولا يؤثر في مضيه قدما في تغيير واقع الأراضي المحتلة عام 1967. الاحتلال الإسرائيلي من عادته أن يفكر مليا بكل ما من شأنه إثارة الشارع والقيادة الفلسطينية، ويبدو أنه واثق تماما أن ردود الفعل الفلسطينية يمكن تحملها واستيعابها. السكين الإسرائيلية تقطع أوصال الضفة كما تقطع قطعة الحلوى، ولكنها في قطاع غزة تتكسر مرة تلو أخرى لوجود مقاومة استطاعت تحقيق توازن الرعب والردع.
الشيء الذي يثير الهلع لدى المحتل الإسرائيلي هو رفض حماس والمقاومة في غزة اشتمال أي اتفاق تهدئة في المستقبل على الضفة الغربية، أي أنه من حق المقاومة العمل في الضفة الغربية حتى إذا وقّعت اتفاقا للتهدئة في قطاع غزة، وهذه معلومات وفق مصادر غير فلسطينية، أي أنها غير مؤكدة ولكنها منطقية.
إن أحلام نتنياهو وبينيت وكل قادة الاحتلال لا يمكن تحقيقها، فالمقاومة الفلسطينية لا تعترف بالحدود بين غزة والضفة والمناطق المحتلة عام 1948، وكذلك فإن الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده لن يظل متفرجا على العبث الإسرائيلي في الضفة الغربية، أما الأجواء العربية فإنها تمثل السراب الذي يراه نتنياهو. الأنظمة العربية لا تستطيع توفير الاستقرار لنفسها حتى تمنح الكيان الإسرائيلي الاستقرار المطلوب. العربان الذين يغازلون (إسرائيل) عبر الفضائيات أو حتى عبر القنوات الحكومية الرسمية ستحل بهم الكارثة وسيلاحقون، ومصيرهم إما الشنق والحرق أو السجن أو النفي وليس لديهم شيء أفضل.