شارك العشرات من النسوة والفتيات والأطفال أمس، في وقفة تضامنية مع الأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ورفضًا لسياسات التعذيب بحقهن.
ورفعت المشاركات في الوقفة التي نظمتها الحركة النسائية في حماس، والإطار النسوي للجبهة الشعبية إلى جانب الأعلام الفلسطينية، صورًا لعدد من الأسيرات في سجون الاحتلال، فيما قمن بترديد هتافات مطالبة بإسنادهن في معركة الاعتقال.
وفي كلمة الحركة النسائية لحماس، قالت النائب المجلس التشريعي هدى نعيم، "نلتقي اليوم لننال شرف الوقوف مع أسيراتنا في معركتهن، معركة الكرامة ضد السجان الظالم، ومعركة الكف التي تواجه المخرز، نقف اليوم تضامناً مع الأسيرة الفلسطينية كأيقونة من أيقونات النضال والشجاعة، والرسالة والالتزام بالقضية".
ووصفت نعيم الأسيرات بأنهن "العنوان الحقيقي والرمز الوطني اللاتي صنعن حبهن للوطن، واللاتي لم يوقفهن الخوف من الملاحقة لها أو للأبناء أو للأزواج على أن يعلمن البشرية جمعاء كيف يكون حب الوطن".
وأشارت إلى أن المناضلة خالدة جرار كان بإمكانها أن تكون نائبا في البرلمان وفقط، وتقوم بدورها في حدود ما سمح به، لكنها أدركت جيدًا ما هو دورها وما هو المطلوب منها فكانت صوت الوطن الحر وصوت المواطن المذبوح في زمن صمت فيه كثر أو نطقوا بغير لغة الوطن وبغير ما يؤمن به المواطن فدفعت الثمن.
وشددت نعيم على أن الجريحة الأسيرة إسراء الجعابيص تمثل شاهدا حيا على رمزية الملحمة التي جسدتها من لحمها ودمها قبل أن تدفع عمرها فداءً للوطن، إلى جانب أخواتها الأسيرات بشرى الطويل، وشذى حسن، وسماح جرادات، وميس أبو غوش المعتقلات خلال شهر ديسمبر.
ونبهت إلى أن 50 أسيرة في سجون الاحتلال وقرابة 900 أسيرة منذ انتفاضة الأقصى، مشددة على أن المرأة الفلسطينية لا تزال في المقدمة، وكانت شريكة النضال فواجهت الاعتقال بكل تفاصيله من القمع والقهر والتعذيب الجسدي والنفسي الذي تفنن الاحتلال في استخدامه تجاههن.
وأكدت نعيم أن المرأة الفلسطينية اختارت لنفسها أن تكون رأس حربة في خدمة الحقوق الوطنية الفلسطينية، رافضة حمل العصا من المنتصف، وبادرت إلى حملها من طرفها تضرب به كل المواقف المهزوزة والانهزامية أمام الاحتلال.
وفي شأن متصل، طالبت بضرورة الاحتكام إلى القوانين الدولية التي تجرم اعتقال المدنيين بدون تهمة، وضرورة ملاحقة المجرمين في دولة الاحتلال الذين يقترفون بحق الأسرى جرائم ضد الإنسانية من تعذيب وامتهان للكرامة.
وفي كلمة الإطار النسوي للجبهة الشعبية، دعت عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة، اكتمال حمد، لأوسع حالة دعم وإسناد للأسيرات في سجون الاحتلال، في ظل تكثيف الاحتلال لسياساته القمعية بحقهن، واحتجازهن في ظروف صحية صعبة، منتهكا للقوانين الدولية.
وأشارت حمد إلى أن الاحتلال كثف خلال العام 2019 اعتقالاته بحق النساء الفلسطينيات من المناضلات والطالبات والقاصرات والزهرات وأمهات الشهداء، وفي مقدمتهن النائب خالدة جرار، وعدد من طالبات جامعة بيرزيت.
وذكرت أن الاحتلال استمر في اعتقال عدد من أمهات الأسرى للضغط على أبنائهم الأسرى كما كان مع وداد البرغوثي، كما واصل احتجاز المناضلة وفاء نعالوة والدة الشهيد أشرف نعالوة، ومارس سياسة الإهمال الطبي بحق الأسيرة إسراء الجعابيص.
وأشارت حمد إلى جملة من الانتهاكات التي تتعرض لها الأسيرات، كحرمانهن من حقوقهن الأساسية بما فيها الخدمات الصحية، الطعام، الماء، ويتعرضن للتفتيش العاري كإجراء عقابي، ويحتجزن في ظروف غير صحية، إضافة لتعرضهن للاعتداء الجسدي والنفسي كما حدث مع الأسيرة أبو غوش.
ودعت حمد المؤسسات الدولية وفي مقدمتها مؤسسات حقوق الانسان والصليب الأحمر إلى تحمل مسئولياتهم في الضغط على الاحتلال، لوقف انتهاكاته المستمرة بحق الأسرى وخصوصًا الأسيرات.
وطالبت جماهير شعبنا وكافة قواه الوطنية والمجتمعية والمؤسسات خاصة الأطر النسوية إلى وضع قضية الأسرى أولوية في نضالهم الوطني، فيما خاطبت وسائل الاعلام حاثة إياها على ضرورة تسليط الضوء على معاناة الأسيرات في سجون الاحتلال، في ظل مواصلة الأخير تعتيمه على ممارساته الاجرامية بحقهن.