فؤاد الشوبكي أحد المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفتهم (إسرائيل) من سجن أريحا سنة 2006م، حكمت محكمة عسكرية إسرائيلية على الشوبكي بالسجن لمدة (20) سنة بتهمة المسؤولية عن تمويل سفينة الأسلحة المعرفة باسم "كارين ايه" التي ضبطتها البحرية الإسرائيلية في عرض البحر الأحمر سنة 2002م، ومنذ ذلك الوقت، وُضِع فؤاد الشوبكي في سجن أريحا تحت الحراسة البريطانية والأمريكية، في مهزلة فلسطينية لا يفهم العاقل منها شيئًا، فكيف يصير اعتقال مسؤول الإدارة المالية الذي وقع على تمويل صفقة سلاح بتكليف من السيد ياسر عرفات؟ ليمكث في سجن أريحا عدة سنوات قبل أن تختطفه إسرائيل سنة 2006م، هو وأمين عام الجبهة الشعبية القائد أحمد سعدات، وأربعة رجال من الجبهة الشعبية كانوا تحت حماية وحراسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، والحراسة البريطانية والأمريكية.
فؤاد الشوبكي الذي كان يعيش حياة مميزة في سجن أريجا بحكم مكانته التنظيمية ومسؤوليته الوظيفية صار يعاني الأمرين في السجون الإسرائيلية، ولا سيما أن الرجل قد تجاوز الثمانين عامًا، وهو الذي كان مسؤولًا ماليًّا للأجهزة الأمنية الفلسطينية، وكانت تنحني له الرقاب، وتقف على بابه القيادات، وتتوسل عفوه وكرمه ومساعدته كل تلك الأسماء التي صار لها بريق المسميات، وصارت لهم مصالح وامتيازات جعلتهم ينسون اللواء فؤاد الشوبكي، وينسون مروان البرغوثي وكريم يونس ووليد دقة ونائل البرغوثي، وإبراهيم أبو مخ، وحسن سلامة، وآلاف الأسرى الذين تقوست عظامهم في السجون الإسرائيلية.
اللواء فؤاد الشوبكي توجه إلى القيادة الفلسطينية، بالرسالة التالية التي نشرها موقع (أمد)، ولتأكيد المصداقية، سأنقل بعض فقرات الرسالة بأخطائها الإملائية والنحوية دون تدقيق، وسأترك القارئ يلتقط حبات الوجع المتناثرة بين الحروف.
"خطاب موجه لأعضاء تنفيذية ومركزية منظمة التحرير الفلسطينية واعضاء ما يسمى المجلس الثوري والعسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
أخاطبكم اليوم بصفاتكم الشخصية والإنسانية موجهًا لما تبقى من ضمير إنساني لديكم، فربما تستيقظ فيكم مشاعر الإنسانية. أيها السادة.. لقد أثبتت الأيام والشهور والأعوام السابقة بأن ما زرعناه فيكم وفي ضمائركم لم ينفع معكم قط فقد كنت السند وقت الأزمات، وكنت الصديق لصغيركم وكبيركم وقت الشدائد والصعاب، وكنت الأخ وقت فقداكم لعزيز وغال، وكنت المعين لكم وقت الحرب ووقت السلم.. ولم أبخل عليكم قط بما أُتيح لي
واليوم وبعد معاناة في زنازين الذل والهوان وبعد أن تجاوزت من العمر عتيا وبعد أن هدني المرض والتعب حتى أصبحت لا أقوى على القيام أو القعود بدون مساعدة. أما كان منكم أن تذكروني ولو معنويًا أثناء إجتماعاتكم وجلساتكم. أليس منكم من هو حافظُ للجميل بأن يسأل عني أو يطالب القيادة بالحراك الشعبي والدولي لإطلاق سراحي!
لا أستجدي منكم الرحمة أو العطف، ولكني أمد إصبع التخاذل لكم. لقد خذلتموني أيها السادة وبخذلانكم لأسراكم ستبيعون الوطن للحفاظ على مكتسابتكم الوقتية. لا تنسوا بأنكم لم تحققوا شيئًا خلال تلك الأعوام المنصرمة وما عادت قضيتنا مركزية، بل أصبحت قضايانا تنصب على الكراسي والمناصب والمكاسب.
أيها السادة.. إن لم يكن أسراكم أولى أهدافكم ولُحمتنا من ضمنها، فعارُ عليكم أن تتبؤا مناصب لستم أهلا لها. فلا أفاق حرية لهذا الوطن في ظلكم. إن لم تنصروا الأسرى وتناصروهم فإعلموا بأنني الشهيد القادم على مذبح الحرية.
الاسير اللواء فؤاد الشوبكي . ابو حازم"