قال محللان سياسيان إن تصريح أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الأسبوع الماضي، بأن "القضية الفلسطينية ضاعت" يؤكد العجز العربي التام عن إحداث أي حراك لصالحها، مؤكديْن أن العرب بدلاً من السعي لإيجاد حل للقضية يهرولون نحو التطبيع مع (إسرائيل).
وكان أبو الغيط، قد قال الأحد الماضي خلال مشاركته في مؤتمر شبابي دولي بشرم الشيخ في مصر، إن "القضية الفلسطينية ضاعت"، مؤكداً أن "المجتمع الدولي من الممكن أن يدفع ثمناً غالياً".
حالة صعبة
وقال المحلل السياسي إياد الشوربجي، إن تصريحات أبو الغيط تعبر عن حالة صعبة وصلتها القضية الفلسطينية من خلال تجاهل المجتمع الدولي وتركه لدولة الاحتلال الإسرائيلي للعبث بالساحة العربية وتضييع القضية الفلسطينية.
وتابع: كما تعمل (إسرائيل) على انهاء "حل الدولتين" والتراجع عن الاتفاقات مع السلطة الفلسطينية والقفز عن كل مكونات القضية الفلسطينية وصولا للتطبيع الكامل مع الدول العربية.
ولفت الشوربجي في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى أن تصريح أبو الغيط، يبين أن دور جامعة الدول العربية بالضغط على الاطراف المختلفة والتأثير في الساحة الدولية بات معدوماً، قائلاً:" هو تصريح محزن ومحبط يعبر عن واقع القضية الفلسطينية السيئ وتنكر العالم والمجتمع الدولي لها وتهميشها لأعلى الدرجات".
وأكد أنه ينم عن عجز العالم العربي والجامعة العربية عن أي نوع من الاختراق أو القدرة على تطبيق المبادرة العربية التي تمنع التطبيع العربي مع الاحتلال قبل حل القضية الفلسطينية.
وذكر أن عجز الجامعة مستمد من عجز الدول العربية المنضوية فيها عن أن تكون فاعلة اقليميا ودوليا؛ مشددا على أنها تتلقى التعليمات من الإدارة الأمريكية ولا تتعدى سياساتها مرحلة "رد الفعل".
واستدرك بالقول :"إن تلك الدول تقوم بالتطبيع مع الاحتلال وتطوير العلاقات معه كي يتوسط لها لدى الادارة الامريكية لتثبيت عروشها في ظل ضعف الشرعية ووجود موجة من الاحتجاج الشعبي عليها".
تراجع القضية
بدوره، اعتبر المحلل السياسي عمر قاروط أن تصريحات أبو الغيط تعكس إلى أي مدى تراجعت القضية عن أجندة الاهتمام العربي و الدولي ومستوى الجمود الذي طرأ عليها منذ سنوات، مبيناً أن ذلك يجعل أي حديث بشأنها كنوع من الاستهلاك أكثر من كونه تعبيراً عن وجود حراك أو اهتمام أو انشغال حقيقي بوضعها وتطوراتها وتفاعلاتها سواء على الساحة العربية والدولية.
وقال قاروط في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إن كلام أبو الغيط يعكس المواقف القائمة في المنطقة العربية والسياسات والاهتمامات والانشغالات بالنسبة للدول العربية ومدى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية ومتابعة الشأن الفلسطيني وتطوراته.
وبين أن القضية الفلسطينية تواجه تحدي الهرولة العربية للتطبيع مع الاحتلال والخروج عن ميثاق الجامعة واتفاقات الشرف بين الدول في مقاطعة (إسرائيل) مما يمثل نكسة للجامعة وعجزها عن الزام تلك الدول بعدم المبادرة بأي تحركات للتطبيع.
وقال:" كما تواجه تحدي الاستيطان وما تقوم به (إسرائيل) على الارض سواء من خلال الاستيطان وضم الأرض الفلسطينية والسيطرة عليها وتفكيك التماسك لأي احتمال لقيام أي دولة فلسطينية".