في عام 2018 أصدر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية تقريرا باسم " الائتلاف النسوي الأهلي لتطبيق اتفاقية سيداو " مقدم إلى اللجنة المعنية لمناهضة كل أشكال التمييز ضد المرأة / جنيف، وقد جاء في التقرير من ضمن الانتقادات للسلطة الفلسطينية ما يلي : " منذ تأسيس السلطة الوطنية وجهود المؤسسات النسوية وباقي مكونات مؤسسات المجتمع المدني لم تتوقف الجهود من اجل اقرار رسمي برفع سن الزواج وتجريم زواج الاطفال"، الرئاسة الفلسطينية اصدرت قرارا يشترط الا يتم عقد الزواج لمن هم اقل من 18 سنة شمسية مع استثناءات نادرة، و سيتم تطبيقه مع بداية سنة 2020.
قبل ان نعلق على هذا الموضوع لا بد من الاشارة الى ان الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية يدعي انه يمثل كل نساء فلسطين، مثل منظمة التحرير التي تدعي انها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني رغم فشلها في الحصول على اغلبية في اخر انتخابات للمجلس التشريعي رغم كثرة المنظمات والمسميات المنضوية تحت اطارها، وفي الحقيقة فالاتحاد الفلسطيني وعشرات المؤسسات النسوية او الائتلافات النسوية لا تمثل الا قلة قليلة من النساء ذات الافكار الغريبة عن المجتمع الفلسطيني الا من رحم الله.
الائتلاف النسوي المشار اليه آنفا يطالب السلطة الوطنية بشدة ان تطبق فعليا كل ما جاء في اتفاقية سيداو، تريد للمرأة الفلسطينية ان تتخلى عن دينها بمخالفة ما شرعه الله عز وجل، فالاصرار على مخالفة الدين والمطالبة بتحريم ما احله الشرع وتحليل ما حرمه الشرع هو تخلٍ عن الدين ولا يمكننا ادعاء غير ذلك، وعلى سبيل المثال؛ الله عز وجل يقول : "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ....الى اخر الاية" .، والائتلاف النسوي يقول : توصيكم سيداو بالمساواة في الميراث، اليس هذا تعارضا ؟ هل تريد تلك القلة من النساء رفع اتفاقية صادرة عن بلاد لا دين لها ووضع شرع الله جانبا؟؟ أي استخفاف بالمجتمع هذا ؟؟.
مختصر القول اتفاقية سيداو فيها قليل جيد وما في شرعنا أفضل منه، وما تبقى فيها سيئ ومخالف لشرع الله عز وجل.
الائتلافات النسوية لم تعترض على الكوتا النسائية في الانتخابات وعدتها تمييزا ايجابيا، ولا يوجد في سيداو شيء اسمه تمييز ايجابي او سلبي، حتى انهم لم يعتبروا الاجازة التي تمنح للمرأة الحامل او التي تضع حملها تمييزا بل عدته امرا يتعلق بطبيعة المرأة، ولذلك تتمسك تلك القلة من النسوة بالكوتا النسائية ويرضين ان نعاملهن كضعيفات عاجزات فنمن عليهن بمقاعد حتى يستطعن تمثيل انفسهن في المجالس المحلية والمجلس التشريعي.
في النهاية اقول ان تطبيق سيداو على ارض فلسطين الطاهرة اشبه بحلم ابليس في الجنة، وكل قرار يتخذ ضد شرع الله وضد ارادة المجتمع سيعجل في نهاية النظام الذي يقره ، وقد رأينا كيف ثارت حفيظة المجتمع حين اثارت جمعية حماية الاسرة فكرة الاجهاض الامن، حاولت الجمعية تبرئة نفسها من التهم الموجهة اليها، ثم رفضت التواصل مع الصحافة ووسائل الاعلام، فالهروب والاندحار هو مصير كل من يحاول العبث بعقيدة وقيم أي مجتمع مسلم.