يسابق الصهاينة الزمن في تنفيذ مخططات التهويد والاستيطان للأرض الفلسطينية، بل يعمل الاحتلال يوميًّا على تشريد أهلنا في القرى والتجمعات البدوية في النقب من أرضهم وديارهم، للبدء بتنفيذ مخطط تهجي استيطاني كبير يستهدف تشريد 40 ألف فلسطيني من قراهم وتجمعاتهم في النقب المحتل.
أبناء النقب الفلسطيني منذ سنوات يواجهون وحدهم مخططات التهويد الإسرائيلية التي تستهدف سرقة أراضي النقب وإقامة المستوطنات عليها، إذ ينفذ الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات مخططات الاستيطان والاستيلاء بحق قرى ومدن النقب المحتل، ويعمل دومًا على تدمير القرى والتجمعات البدوية في النقب الذي يمثل قلعة الجنوب الفلسطيني ومخزونه الإستراتيجي من الأراضي والموارد الطبيعية.
ويخوض أهلنا في النقب المحتل معركة شرسة مع الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة مخططات الاستيطان الجديدة، حيث يخطط الاحتلال هذه الأيام لتهجير وتشريد 40 ألف فلسطيني ونقلهم إلى (كرفانات)، إذ يرمي المشروع الإسرائيلي إلى سرقة نحو 400 ألف دونم وإقامة مشاريع استيطانية عليها.
وتفيد التقارير الإعلامية أن المخططات الاستيطانية لمنطقة النقب قاربت الانتهاء، وهي تستهدف تشريد أهالي القرى والتجمعات البدوية في شرق وجنوب مدينة بئر السبع في النقب، وسيفتتح الاحتلال شارعًا كبيرًا يحمل رقم (6) يمر من وسط قرى بئر السبع، إضافة إلى إقامة عدد من المشاريع لشركة الكهرباء التابعة للاحتلال، وهذا المخطط يستهدف في الدرجة الأولى تهجير سكان مناطق شرق النقب وتشريدهم من أرضهم وديارهم.
وسط المخططات الاستيطانية التهويدية التي تستهدف أرض النقب يواصل أهلنا في النقب معركتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، لمواجهة هذه المخططات الإجرامية الشرسة، فعقدت الشخصيات السياسية والمجتمعية في النقب عددًا من المؤتمرات، التي تحذر من خطورة مخططات (الكرفانات)، أو القرى المتنقلة التي يعمل الاحتلال على نقل 40 ألف فلسطيني إليها، وبذلك تحول (الكرفانات) إلى مخيمات فقيرة يعج بها البأس والحرمان، وتفتقر لأدنى متطلبات الحياة الآدمية.
ومع ما يواجهه النقب المحتل من مخططات استيطانية ومشاريع تهويد نفذ الاحتلال الإسرائيلي هذا العام بناء (4000) وحدة استيطانية جديدة، وأنشأ طرقًا واسعة وبنى تحتية للمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، في حين وافقت الحكومة الصهيونية على بناء 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة مع بدايات العام الجديد.
إذًا يواصل الاحتلال الإسرائيلي مخططات التهويد وبناء الوحدات الاستيطانية الجديدة مع الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، والدعم والمساندة الكاملة في أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة، حيث يضرب الاحتلال بعرض الحائط كل القرارات والمواثيق الدولية التي تجرم وتدين الاستيطان.
أمام المخططات الإسرائيلية الاستيطانية الشرسة التي تستهدف أرضنا في النقب والقدس والضفة المحتلة، يجب علينا المزيد من التكاتف، ورص الصفوف، ونبذ الفرقة والانقسام، والتواصل الدولي والأممي وتكثيفه، لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أرضنا الفلسطينية، والوقوف في وجه المخططات الإجرامية التي تستهدف سرقة المزيد من أرضنا الفلسطينية لإقامة المشاريع والثكنات الاستيطانية عليها.