فلسطين أون لاين

التلوث ينقل التهاب الكبد الوبائي الحميد

...
غزة/ أسماء صرصور:

هل يمكن أن نطلق صفة "حميد" على مرض التهاب الكبد الوبائي؟، أي نقول التهاب الكبد الوبائي الحميد (A)؟ وفقًا لخبراء، نعم يمكن ذلك، وهو غالبًا يصيب الأطفال.

هناك مجموعة من الأمراض التي تسبب التهاب الكبد الوبائي، وبعض هذه الالتهابات سيئة، وهو ما يوضحه اختصاصي طب الأطفال وحديثي الولادة د. أحمد شتات في حديثه مع صحيفة "فلسطين".

ويعرّف شتات التهاب الكبد الوبائي على أنه التهاب فيروسي حاد، عادة ما يصيب الكبد بتغيرات في الأنسجة الخاصة به، وتنتج عنه بعض الأعراض بسبب تأثر هذه الخلايا الكبدية.

وينبه إلى أنه يجب التفريق فالنوع A عند الأطفال غالبًا ما يكون حميدًا، ومن يصاب به من الأطفال يشفون دون مشاكل، فمعظمهم أي ما نسبته 82% من الأطفال في مراحل عمرية مختلفة يصابون بهذا الفيروس، مستدركًا: "لكن نسبة هي نصف في الألف قد يدخلون في بعض المشاكل".

ويبين أن الفيروس ينتقل من طريق الطعام والشراب الملوث، وفيروس معدٍ ينتقل من إنسان مصاب إلى آخر سليم، ثم ينتقل إلى الأمعاء وبعدها إلى الدم ثم إلى الكبد، وهناك الأنسجة المحببة إلى هذا الفيروس ويبدأ التكاثر داخل الخلية الكبدية، مشيرًا إلى أن حضانة هذا الفيروس تحتاج من أسبوعين إلى نحو ستة أسابيع حتى تظهر الأعراض.

ويقول اختصاصي طب الأطفال: "تظهر أعراض المرض بأشكال مختلفة، غالبًا هناك صورة إكلينية تقليدية، لكن أحيانًا تكون صورة غير واضحة"، مضيفًا: "الأعراض التقليدية لهذا المرض غثيان وإرهاق عند الطفل، وحرارة غير مرتفعة كثيرًا، وآلام في البطن، وبالأخص في جهة الكبد، ومن الممكن أن يصاب بإسهال أو قيء وقد يكون قيئًا كثيرًا يصاحبه فقدان الشهية".

وأحد الأعراض هو اليرقان –وفق إفادته- (اصفرار العينين واصفرار البول واصفرار في الجلد)، وهذا يظهر في مراحل متأخرة في المرض، وينعكس كذلك بفقد الوزن إذا ما استمر الاستفراغ كثيرًا، وإذا استمر اليرقان بشدة قد يؤدي إلى الحكة، وغالبًا هؤلاء الأطفال يكون شكلهم شاحبًا، وكالمكتئبين.

ويبين شتات أن التشخيص عادة يكون بالرجوع إلى التاريخ المرضي، وهل الطفل خالط أطفالًا مصابين بهذا المرض، وعبر الصورة الإكلينيكية، وظهور اليرقان، وعادة مع ظهوره يكون التشخيص أسهل، لكن ما يقلق الطبيب هو أن هذا اليرقان ليس له مسبب آخر، غير التهاب الكبد الوبائي A ، لكن إذا شك الطبيب بالأمر يقوم بفحص شامل، هو فحص مضادات الفيروس A حتى يتحقق.

وفيما يتعلق بالعلاج، يشير إلى أنه لا يوجد علاج للالتهاب الكبد الوبائي A، لأنه التهاب فيروسي، وعادة تنحسر الأعراض من تلقاء نفسها خلال 10-20 يومًا، وينصح المرضى بالابتعاد عن الأغذية الكثيرة الدهون والإكثار من السوائل، وقد يلجأ الطبيب في بعض الأحيان إلى تركيب محاليل، إذا كان هذا الطفل لديه استفراغ متكرر، ولا يستطيع أخذ كمية سوائل عبر فمه.

ويلفت اختصاصي طب الأطفال إلى أنه عامةً الشفاء يكون كاملًا والطفل يأخذ مناعة بعد الإصابة من هذا الفيروس مدى الحياة، مستدركًا: "لكن لاشك أن هناك نسبة تشكل نصف من المائة من المصابين قد يسبب لهم هذا المرض فشلًا كبديًّا وغيبوبة كبدية، لكنها نسبة قليلة جدًّا".

وبالحديث عن طرق الوقاية، يشير إلى أن المرض ينتقل عبر الفم، لذا يجب تأكيد أهمية أساسيات الصحة العامة، وأساليبها: بغسل الأيادي والآنية المستخدمة في تناول الطعام والشراب، والمحافظة على النظافة العامة، وتجنب أكل الأغذية غير المغطاة بالأخص، والحرص على غسل الفواكه والخضار جيدًا.