الصقيع من أكثر الأمور التي تسبب ضررًا للنباتات المزروعة في الأراضي المفتوحة أو في الدفيئات الزراعية، ما يفرض على المزارعين الاهتمام بها خاصة لتجنب الأضرار المتوقعة بسببه.
ويعرف الصقيع على أنه عبارة عن انخفاض في درجات الحرارة، يؤثر في أنسجة وخلايا النبات مسببًا تمزقها وتلفها، وفق إفادة رئيس قسم الخضار في الإدارة العامة للإرشاد بوزارة الزراعة، حسام أبو سعدة.
ويقول أبو سعدة في حديث مع صحيفة "فلسطين": "إن درجة الحرارة قد تصل إلى الأقل من الصفر المئوي، ويختلف تأثير الصقيع من نبات إلى آخر حسب درجة تحمل النبات"، لافتًا إلى أن للصقيع عوامل عدة مؤثرة في النباتات والخضراوات.
وللصقيع أنواع مختلفة يوضحها أبو سعدة، ومنها الإشعاعي الناتج عن فقدان الأرض الحرارة نتيجة إشعاعات طويلة الموجة، ويحدث في الأيام الصافية الخالية من الغيوم والرياح، وهو محلي غير منقول.
والنوع الثاني هو الصقيع المنقول، وهو محمول مع الرياح الباردة القادمة من المناطق المتجمدة كسيبيريا، والنوع الثالث هو الصقيع المختلط إذ يمكن حدوث النوعين السابقين في آن واحد، وفق حديث أبو سعدة.
ويبين أن الصقيع يمكن أن يتسبب بحدوث ضرر على النبات، فمن المعروف أن للماء خاصية شاذة، فهو يتمدد بالبرودة؛ فعند حدوثه يتجمد العصير الخلوي فيعمل على تمزق جدار الخلية وبذلك يتلف النسيج النباتي.
عوامل عدة
ويذكر أن للصقيع أعراضًا تظهر على النبات عند الإصابة به، فإذا انخفضت درجة الحرارة حتى درجتين مئويتين فإنه يؤدي إلى عدم عقد الأزهار، وتقزم النبات، وتجعد الأوراق، وتلون الأوراق والثمار باللون القرمزي، وتشقق القلف.
أما في حال حدوث الانجماد –والكلام لا يزال لـ"أبو سعدة"- فإن أجزاء النبات المتجمدة تموت، وقد يحدث انجماد لقواعد السيقان فيموت اللحاء، مشيرًا إلى أنه لا تظهر هذه الأعراض إلا في مرحلة سريان العصارة في الربيع في صورة موت النبات.
ويبين أن مـدى تحمـل النبات للصقيـع يتوقف على عوامل عدة ، أولها: حساسية الصنف: الخيار والشمام مثلًا يموتان عند الصفر المئوي، أما القمح فيتحمل حتى (- 3 درجة مئوية)، ثانيًا: الحالة الصحية للنبات: فالنباتات المروية والمُعتنى بها أكثر مقاومة للصقيع من النباتات المهملة.
وينبه أبو سعدة إلى أن عمر النبات يؤثر أيضًا في قدرته على تحمل الصقيع إذ إن الأشتال أكثر حساسية للصقيع من الأشجار الكبيرة، وكذلك الجزء النباتي، فيتدرج الضرر بالصقيع على النحو الآتي: الأزهار ثم الأوراق ثم الفروع ثم الساق وأخيرًا الجذور.
ويفيد أنه يمكن الحد من الصقيع في الدفيئات الزراعية بتشغيل أجهزة التدفئة -إن وجدت- في النصف الثاني من الليل، وإشعال فتائل (عبارة عن علب بها نشارة خشب) في الدفيئة بين أسطر النباتات، مع ضرورة فتح النوافذ.
ويشير إلى ضرورة أن يكون الري من طريق الآبار مباشرة لأن ماء الآبار دافئ نسبيًّا، مؤكدًا ضرورة تعليق ترمومتر داخل الدفيئة على ارتفاع 40 سم في حالة زراعة نباتات قصيرة كالفلفل والقرنفل، وعلى ارتفاع 120- 150 سم في حالة زراعة نباتات مرتفعة كالخيار والشمام والبندورة.
ويؤكد أبو سعدة ضرورة تثبيت ترمومتر آخر خارج الدفيئة بعيدًا عن الظل والأعشاب، لافتًا إلى أنه إذا كانت قراءة الترمومتر خارج الدفيئة 2 درجة مئوية يجب التدخل فورًا لإسعاف النباتات.
ويوصى بتشغيل شبكة الري بالتنقيط لرفع درجة حرارة التربة، فيمكن وضع أكياس من الماء بين أسطر النباتات، لأن الماء أبطأ في فقد الحرارة من الترب، ويمكن فرد رقائق من البلاستيك الأسود بين الأسطر فإنه أقدر على امتصاص الحرارة نهارًا وفقدها ببطء ليلًا.
ويوضح أنه في حال الزراعة في البيارات والأراضي المفتوحة يجب إشعال أكوام من القش أو الكارتون أو إطارات السيارات، وتحريك الهواء بفتح فجوات في الأسيجة ومصدات الرياح، وتشغيل رشاشات ذات تصريف بطيء تحت الأشجار.
ويضيف أبو سعدة: "يجب كذلك لف جذوع الأشجار بالكارتون البلاستيكي لاحتوائه على فقاعات من الهواء تشكل طبقة عازلة، والعمل على حماية الأشتال الصغيرة بعمل حجرات على شكل منشور مغطى بالبلاستيك".
ويبين أنه لا يفضل إشعال إطارات السيارات لأنها تلوث البيئة، مشددًا على ضرورة العناية بالنبات من حيث الري والتسميد، فالنبات القوي أكثر تحملًا لأضرار الصقيع، مع أهمية إضافة السماد العضوي المتحلل الذي له دور كبير في تدفئة النبات والحفاظ عليه، في موجات البرد والصقيع.
ويدعو رئيس قسم الخضار في الإدارة العامة للإرشاد بوزارة الزراعة المزارعين إلى متابعة النشرات الجوية، وري النبات قبل دخول المنخفض، وأخذ الاحتياطات المناسبة كافة قبل دخول المنخفض.