فلسطين أون لاين

تقرير القوارض.. خطر يتربص بحياة النازحين في غزة وينذر بـ "كوارث صحية"

...
القوارض.. خطر يتربص بحياة النازحين في غزة وينذر بـ "كوارث صحية"
غزة/ محمد سليمان

يهدِّد انتشار القوارض بشكل كبير بين خيام النَّازحين والسُّكَّان في المناطق الَّتي دمَّرها الاحتلال الإسرائيليُّ بانتشار الأمراض والأوبئة، وهو ما يشكِّل خطرًا على حياتهم في ظلِّ الأوضاع الحاليَّة.

 

وتسبَّب ركام المنازل، وانتشار كمِّيَّات من القمامة، وغياب مكافحة القوارض والجرذان من قبل البلديَّات بانتشارها بشكل واسع ووصولها إلى خيام النَّازحين في أماكن مختلفة، وسط عجز لمكافحتها والقضاء عليها.

وسبق وحذَّرت وكالة الغوث وتشغيل اللَّاجئين " الأونروا " من تراكم أكوام القمامة المتعفِّنة قرب أماكن إيواء النَّازحين في قطاع غزَّة، ما يثير مخاوف من انتشار المزيد من الأمراض.

وأكَّدت أنَّ الاحتلال رفض طلبات متكرِّرةً للسَّماح للأونروا بتفريغ الأماكن الرَّئيسيَّة لجمع النُّفايات، وهو ما يعني ظهور مواقع مؤقَّتة.

أحد أعضاء فريق التَّوعية بمكافحة الأمراض المعدية والأكاديميِّ، أ. د عبد الرَّؤوف المناعمة، أكَّد أنَّ الآفات مثل القوارض تعد مشكلة جديدة منتشرة في أماكن النُّزوح في قطاع غزَّة، حيث تسبَّب في تلوُّث الطَّعام وتحدَّث أضرار مادِّيَّة.

وقال المناعمة في حديثه لـ "فلسطين أون لاين": "تأكل القوارض كلَّ ما يأكله الإنسان خاصَّةً الحبوب، وكمن ضررها في إتلافها كمِّيَّات أكثر بكثير من تلك الَّتي تلتهمها أو تحمُّلها إلى مخابئها بالإضافة إلى تلويث المكان والموادِّ الغذائيَّة".

أوضح المناعمة، أنَّ خطر القوارض يكمن في أنَّها تكون عاملاً في إحداث الأمراض المنقولة بالغذاء وغيرها من الأمراض المعدية والأوبئة، مثل الطَّاعون الَّذي ينتقل عبر لدغات البراغيت الَّتي تعيش على القوارض المصابة، وبكتيريا السَّالمونيلا الَّتي تسبَّب التَّسمُّم الغذائيُّ، حيث تنتقل هذه البكتيريا من فضلات القوارض إلى الأطعمة والأسطح.

وبين أن انتشار القوارض يهدد بانتشار فيروس هانتا الذي ينتقل عن طريق استنشاق الجسميات الدقيقة المتطايرة من بول أو براز القوارض المصابة، وقد يؤدي هذا المرض إلى التهابات تنفسية شديدة وفشل كلوي، وأشار إلى أن القوارض تهدد أيضا بانتشار داء اللولبيات "البريميات" الذي ينتقل عبر ملامسة المياه أو التربة الملوثة ببول القوارض المصابة.

ومن الأمراض التي تسبب القوارض بانتشارها هي "التوسكوبلازما"، حسب المناعمة حيث يمكن للجرذان أن تكون ناقلة لهذه العدوى عن طريق براز القوارض، إضافة إلى "حمى عضة الجرذ، والذي تنتقل عبر بكتيريا موجودة في لعاب الجرذان، والتي يمكن أن تصيب الإنسان عبر عضة الجرذ، وتؤذي إلى حمى وآلام مفصلية وطفح جلدي

وأوصى أن الحل لمواجهة خطر القوارض والجرذان، من خلال سد الفتحات والتشققات في المكان المقيم به العائلة، والحفاظ على إغلاقها، وحفظ النفايات بأكياس مغلقة شكل محكم، والحفاظ على نظافة المكان من الخارج ومحيطه والتأكد من خلوه من بقايا الطعام وغيرها من الفضلات والمخلفات التي قد تكون مأوى للفئران والجرذان، وإبعاد

تحذير أممي

"الأونروا" سبق ودقت ناقوس الخطر من من انتشار القوارض والحشرات في قطاع غزة، والخطر الذي على صحة الناس في ظل الأوضاع المتردية.

وقالت الوكالة في بيان مقتضب على منصة اكس: "تتدهور الأوضاع الصحية في غزة بشكل متزايد يومًا بعد يوم، حيث تشكل الحشرات والقوارض خطرًا على الصحة من خلال نشر الأمراض مما يهدد صحة الناس".

وأضافت: "تعمل فرق الأونروا على دعم العائلات النازحة في الملاجئ، بهدف منع هذه الآفات من اجتياح المساحات المكتظة التي يعيشون فيها" دون مزيد من التفاصيل.