فلسطين أون لاين

الفضاء الأخلاقي

ستة عشر عاماً تقريباً فصلتنا عن لحظة تدشين أول منصة اجتماعية على الشبكة العنكبوتية، موقع فيس بوك Facebook الذي تم الإعلان عن انطلاقه مطلع العام 2004، وقد تلا ذلك ظهور المنصات الاجتماعية المُختلفة متعددة الوظائف مثل: لينكد إن LinkedIn، وتويتر Twitter، وواتس أب WhatsApp، ويوتيوب YouTube، وغيرها من المنصات التي زادت من ارتباط الناس بها إلى حدٍ أَضْعَفَ القدرة لدى كثير من مستخدمي ومرتادي تلك المواقع والمنصات على الانفكاك والخلاص منها، الأمر الذي أسقط من أيديهم المقدرة على التحكم بأنفسهم وأوقاتهم عند إبحارهم في فضاء تلك المواقع الاجتماعية المُختلفة.

لا شك أن حياة كثير من الناس قد أُصيبت بتشوهات في مجالات وميادين مختلفة جرَّاء الاستعمال المكثف للمواقع الاجتماعية، خصوصاً فئة الأطفال والشباب باعتبارهم المعمِّرين الفعليين لهذه الفضاءات في ظل غِياب متابعة وتوجيه أولياء أمورهم لهم، كما يجب ألا يغيب عن أذهاننا في ذات الوقت أننا نتحدث بالدرجة الأولى عن سياق انتصرت فيه الهواتف الذكية على أجهزة الحواسيب بالضربة القاضية، إذ فرضت نفسها بشكل ديكتاتوري على جميع المستخدمين لسهولة اقتنائها وخِفة وزنها وعِظَم إمكانياتها، مما شجَّع أولياء الأمور على تسليم هذه التقنية لأطفالهم يصولون ويجولون فيها بين ثنايا تلك المنصات بلا حسيب ورقيب، لا سيما منصة اليوتيوب التي تحتوي على الغَّث والسمين في محتواها الذي قد يُشكل تهديداً خطيراً على أخلاق ومعتقدات وسلوك الأطفال، فهل من سبيل بعد ذلك كله نحو إبقاء أبنائنا آمنين على تلك المنصة؟!

تنبَّهت شركة Youtube للمخاطر الخفِّية التي يُمكن أن يتعرض لها الأطفال عند مشاهدتهم لمحتوىً غير مُناسب أو غير لائق، فقامت بإطلاق خدمة Youtube Kids التي تُوفر المزيد من الخيارات المهمة لحماية الأطفال، فهي تتوفر كموقع إلكتروني وكتطبيق على أنظمة التشغيل المختلفة للأجهزة الذكية (Android & iOS).

تشتمل خدمة Youtube Kids على مقاطع فيديو مخصصة للأطفال، حيث يُمكن للوالدين تقييد الاستخدام على محتوى معين مناسب للعمر ووضع حد زمني للمشاهدة، كما أنه يُمكن تعطيل وظيفة البحث Search حيث لن يتم عرض أي محتوى سوى القنوات التي تم التحقق من سلامتها من خلال تلك المنصة، وبذلك سنضمن إلى حدٍ بعيد أن جزءاً كبيراً من المحتوى غير المُناسب لن يتم عرضه.

لذلك ننصح أولياء الأمور باستخدام تلك الخدمة مع التأكيد على أهمية عدم ترك أطفالهم بمفردهم على أي منصة تعرض مقاطع الفيديو حفاظاً عليهم من أي محتوى ضار، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.