قال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو: "حماس لا تعترف بنا، ونحن لا نعترف بها، ولكن قد تكون هناك فرصة للتقدم في التهدئة " أما عضو الكنيست الإسرائيلي جدعون ساعر فقال: "إن التهدئة التي تسمح باستمرار بناء وتعزيز قوة حماس في غزة هي خطأ إستراتيجي خطير ستدفع "إسرائيل" ثمنه باهظًا".
ما قاله بنيامين نتنياهو يدل على تحول ملحوظ في طريقة تفكير العدو الإسرائيلي، فهو الآن يبدي استعداده للتوصل إلى اتفاق تهدئة مع طرف لا يعترف بدولة الاحتلال إسرائيل بغض النظر عن مزاعمه تجاه استعدادات حماس للتهدئة، وهذا الاستعداد من جانب العدو الإسرائيلي يثبت أنه ليس من المستحيل اقامة دولة فلسطينية في المناطق المحتلة عام 67 دون اعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي، فإن كان أساس اتفاقية أوسلو هو الاعتراف المتبادل بين العدو الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية فإن مشروع حماس السياسي والمرحلي يقوم على "عدم الاعتراف المتبادل بين الطرفين"، وعدم التنازل عن أي ثابت من الثوابت الفلسطينية.
جدعون ساعر يفترض أن دولته ستدفع ثمنًا باهظًا لتهدئة تسمح بتعزيز قدرات حماس، ولكن ما البديل الذي تملكه دولة الاحتلال وقد حاولت ثلاث مرات اجتثاث المقاومة من جذورها ولكنها دفعت ثمنًا باهظًا، فإن استمر حصار قطاع غزة واستمرت المحاولات الغبية لاجتثاث المقاومة الفلسطينية فإن دولة الاحتلال ستدفع ثمنًا باهظًا أيضًا، ولا يمكن للفلسطينيين التعايش إلى الأبد مع هذه الأوضاع السيئة فضلًا عن إمكانية التعايش مع الاحتلال ذاته، وبذلك تكون التهدئة والحلول المرحلية أنسب للعدو الإسرائيلي رغم أن نهايته معروفة وزوال الاحتلال حتمي.
هناك من يقول إن سقف مطالب المقاومة في قطاع غزة أقل بكثير من سقف أوسلو، وأنا كمتابع لا أرى المقاومة تطرح أي مشاريع سياسية في هذا الوقت، ولذلك لا يمكن الحكم على ارتفاع سقفها من عدمه، ولمن يتباهى بما أعطته أوسلو للشعب الفلسطيني فإنني أقول إنها لم تعطنا سوى الأوهام والسراب ولكنها أعطت المحتل الإسرائيلي شرعية على ثلاثة أرباع الوطن معترف بها من جانب منظمة التحرير الفلسطينية اعترافًا كريستاليًّا لا تشوبه شائبة، اتفاقية أوسلو كانت المفتاح لدولة الاحتلال الإسرائيلي للانفتاح على دول العالم كلها وآخرها الدول العربية وخاصة الخليجية، ولذلك لا داعي لأن أعرف ما الذي منحته لنا أوسلو طالما كان ثمنه 78% من فلسطين واختراق للعالم العربي وإبقاء الشعب الفلسطيني في دوامة الصراع الداخلي والخارجي، إن جميع انتصاراتنا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية لم تخرج مستوطنًا من الضفة الغربية ولم تمنح الأمن والأمان لفلسطيني يعيش في بيته، لذلك نحن نريد وطنًا وهوية ولا نريد هوية بلا وطن.