فلسطين أون لاين

الترددات الإسرائيلية لزلزال فشل عملية خانيونس

يوما بعد يوم، بدأت تخرج المزيد من المعلومات عن العملية الفاشلة في خانيونس جنوب قطاع غزة، التي نفذتها وحدة إسرائيلية خاصة في نوفمبر 2018، صحيح أن المعلومات ليست من واقع الميدان الذي وقعت فيه العملية الإسرائيلية، لكنها إفادات من أفراد عملوا سابقا في وحدات النخبة الأخرى في الجيش الإسرائيلي، ونفذوا مهام صعبة في مناطق معادية خارج حدود إسرائيل، دون أن يعلم أحد أنهم هناك، حتى حصل المشهد الأخير في خانيونس، وتسبب بانقلاب الصورة كلها.

لقد تسبب فشل القوة الإسرائيلية الخاصة في خانيونس بكشف المزيد من المعلومات حولها، وأعاد الأفراد العاملين السابقين في وحدات النخبة إلى اللحظات الصعبة التي عاشوها في تلك الليلة حين تم اكتشاف أمر زملائهم، ولم يكونوا مستعدين لهذا الموقف، حتى لو خاضوا تدريبات على إمكانية تحققه، لكن الواقع مختلف تماما.

إن الوصف الدقيق لهذا المشهد في الواقع الأمني يسمى انتقال من درجة صفر إلى مائة، حينها لا يبقى العمل سريا، فجأة تتحول البيئة التي يعمل فيها أفراد الوحدة إلى عاصفة هوجاء، أنت تقع في القلب منها، هذه أصعب لحظة تعيشها الوحدة الخاصة أن يتم كشف أمرها.

مع العلم أن أفراد الوحدة السابقين يخوضون تدريبات قاسية على إمكانية انكشاف أمرهم خلال تنفيذ المهمة، رغم أن الحظ يلعب لصالحهم في بعض الأحيان، هذه التدريبات طويلة والاستعدادات هائلة تحضيرا للعملية، وكثير من أجزائها يمر بطريقة سرية.

لقد تسبب الفشل الإسرائيلي في خانيونس بإعادة معظم العاملين في هذه الوحدات الخاصة إلى ذات المرحلة المسماة "الانتقال من درجة صفر إلى مائة"، هذه المرحلة يعلمها كل أفراد الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي، في لحظة واحدة يكونون في أرض "العدو"، دون أن يعلم أحد بذلك، وفي لحظة تالية يجدون أنفسهم في عين العاصفة.

إن ما حصل في خانيونس هو وصول الوحدة الخاصة لمرحلة من التورط، لأن وصول الوحدة الخاصة لمرحلة كشف أمرها في أرض "العدو"، فنحن نتحدث عن لحظات دراماتيكية ومعقدة، وهكذا وقع الفشل الإسرائيلي في غزة رغم أن أفراد هذه الوحدات الخاصة، والمعروفة بأنها "نخبة النخبة"، يتدربون على الأسوأ، ويخططون له، بما يساهم بكثير من الأحيان بإنقاذ أفراد الوحدات، وفي النهاية يخرجون بعملية هادئة.

المحظور الأخطر لدى هذه الوحدات الخاصة أن يعرف "العدو" أنهم في أرضه، ففي حال علم أحد، سيكونون في وضع صعب للغاية، وهو ما حصل في خانيونس، فرغم ما يخوضونه من تدريبات قاسية، لكن الواقع مختلف تماما، لأنهم يجدون أنفسهم في لحظات لا يتوقعونها، في هذه اللحظة يدركون معنى الانتقال من مرحلة صفر الى مائة.