فلسطين أون لاين

هل يستبدل الفلسطينيون بـ"فيس بوك" و"واتساب" "تليجرام"؟

...
نور الدين صالح

من الملاحظ أن الآونة الأخيرة شهدت توجهًا كبيرًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي -خاصة في فلسطين- إلى تطبيق "تليجرام"، حديث النشأة، مع سياسات موقع "فيس بوك" وتطبيق "واتساب" في محاربة حرية التعبير والرأي.

ولجأ مستخدمو مواقع التواصل إلى تطبيق "تليجرام" بعدما وجدوا فيه هامشًا أكبر لحرية التعبير، ونشر المحتوى الفلسطيني دون شروط مُعقدة، وفق ما يذكر خبراء في مجال التكنولوجيا.

ويُعرف "تليجرام" أنه أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تتيح للمستخدم تبادل الرسائل والصور والفيديوهات والبريد الإلكتروني بكل سهولة وسرعة عالية جدًّا.

وتوضح مهندسة البرمجيات مريم الأعور أن "تليجرام" أنشأته شركة روسية عام 2013م، مشروعًا غير ربحي في بداية الأمر، لكنّه أصبح مشروعًا ربحيًّا في الأعوام الأربعة الأخيرة.

وتقول الأعور خلال حديثها إلى صحيفة "فلسطين": "إن فكرة التطبيق تقوم على توفير إمكانية التواصل الفوري بين المستخدمين كما برنامج (ماسنجر)".

ويتميز "تليجرام" بسرعته في نقل المعلومات والتواصل بين المستخدمين، وإنشاء قنوات خاصة تضم عددًا من الأشخاص، وفق إفادتها.

وتُشير الأعور إلى أنه يتميز أيضًا بسهولة الاستخدام وإمكانية الاتصال عبر شبكة إنترنت ضعيفة، أو حزمة الإنترنت على الهاتف المحمول، إضافة إلى احتوائه على ملصقات فيها تفاعل كبير، وجودة درجة الأمان عالية فيه.

وتوضح أنه يُوفر خاصية "التدمير الذاتي" التي تتيح إمكانية إبلاغ المستخدم إدارة "تليجرام" بأنه بصدد حذف حسابه الخاص بعد مدة مُعينة، فضلًا عن توفيره خاصية المكالمات الصوتية والفيديو، وتحميل مقاطع الفيديوهات الكبيرة الحجم.

لكن "تليجرام" يضم ثغرة سلبية واحدة، تتمثل في سهولة تشفير بيانات المستخدم، ما يؤدي إلى اختراق حسابه والمعلومات الخاصة في بعض الأحيان، وفق حديث الأعور.

وتلفت إلى أنه يُمكن استخدام "تليجرام" في العمل، والمراسلات الصوتية، لكونه مجانيًّا.

وتنصح الأعور مستخدمي "تليجرام" بالتعامل بحذر مع أي قناة موجودة عليه، والمحافظة على خصوصية المعلومات والبيانات الشخصية، وعدم تبادل الصور الخاصة من طريقها.

ولم يختلف رأي استشاري الإعلام الاجتماعي والتسويق أحمد البرعي كثيرًا عن سابقته، إذ يؤكد أن "تليجرام" يمتلك العديد من المزايا القوية غير الموجودة في (واتساب).

ويوضح البرعي لصحيفة "فلسطين" أن ما يُميز "تليجرام" عن "واتساب" أن الأخير يتبع شركة أمريكية، اشترتها "فيس بوك"، فأصبح تحت العباءة الأمريكية كاملًا، وهذا بعكس "تليجرام" تمامًا.

وبحسب قوله، إن خدمات "تليجرام" كبيرة في التشفير وفتح "IPA" وصنع "روبوتات" للتواصل مع الأشخاص، إضافة إلى كثير من المزايا التقنية والفنية.

ويضيف البرعي: "نشهد في الآونة الأخيرة هجرة كبيرة إلى تطبيق تليجرام، بعد حظر "واتساب" عدة حسابات فلسطينية الشهر الماضي، في إطار موجة الحظر الكبيرة التي طالت صفحات فلسطينية كبيرة في (فيس بوك وتويتر وواتساب وإنستجرام)".

ويُشير إلى أنه يُعطي مساحة كبيرة في حرية النشر والتعبير عن أي موضوع سياسي أو اجتماعي، وغير ذلك.

ويدعو البرعي مستخدمي "تليجرام" إلى التحلي بالحنكة لتفويت الفرصة على الاحتلال، الذي يسعى إلى الضغط على إدارة الشركة لحذف الحسابات الفلسطينية.