بتنسيق تام مع جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المستوطنون الحرم الإبراهيمي في الخليل وهاجموا منازل المواطنين ومحالهم التجارية في عدد من أحياء المدينة، المستوطنون حاصروا المنازل ورجموها بالحجارة وشتموا الأنبياء وأثاروا الذعر بين الأطفال والنساء وحتى هذه اللحظة اعتداءاتهم مستمرة.
المستوطنون يعربدون في كل أرجاء الضفة الغربية، والمناطق التي لا يصلها المستوطنون يقوم جيش الاحتلال بتلك المهمة، حتى رام الله ومحيط مقر الرئاسة لم يسلم من جرائمهم، والتركيز الأكبر للمستوطنين في القدس والخليل، ولا تسلم شوارع الضفة الغربية من عربدتهم وجرائمهم، فيتعمد المستوطنون صدم المشاة من الفلسطينيين لا سيما الأطفال منهم، وكذلك يستهدفون المركبات الفلسطينية بالرجم وأحيانًا تتسبب هجماتهم بإزهاق الأرواح كما حصل مع المرحومة عايشة الرابي التي استشهدت بعد تعرض مركبتها لحجارة المستوطنين.
المقصود أن الضفة الغربية أصبحت مستباحة من قبل المستوطنين وجنود جيش الاحتلال، ووتيرة جرائمهم في تصاعد مستمر ولا بد من وضع حد لها. قبل أيام أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية أنها ستتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة القرار الأمريكي المؤيد للاستيطان الإسرائيلي في الضفة، ولكن هذه الخطوة وحدها ليست كافية لإفشال القرار الأمريكي، والأهم من ذلك أن جرائم المستوطنين لن تتوقف ولن يشعر المواطنون بالأمن والأمان في مدن وقرى الضفة الغربية وعلى الطرق الخارجية، لا بد من اتخاذ خطوات عملية لحماية الفلسطينيين.
من المتوقع أن تكون هناك مسيرات شعبية سلمية بقرار من السلطة أو مؤسساتها للاحتجاج على القرار الأمريكي ولكن هذه المسيرات لا تحرك ساكنًا لأنها تكون موجهة توجيهًا دقيقًا بحيث لا تشكل أي خطر على الطرف الإسرائيلي، ولكن متوقع أيضًا أن تخرج تظاهرات ردًّا على القرار الأمريكي وردًّا على جرائم المستوطنين ولا تلتزم بالإطار المحدد، بحيث تتحول إلى هبة جماهيرية، وقد يستغل رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضعه السياسي الحرج فيدفعه ذلك إلى اقتراف المزيد من الجرائم من أجل إشعال الضفة الغربية وخاصة بعدما فشل في تحقيق أهدافه في قطاع غزة، ولذلك نعتقد أن المنطقة مقبلة على جولة تصعيد جديدة في الضفة بين المحتل الإسرائيلي والفلسطينيين.