أرخى البرد أستاره علينا مصطحباً معه زخات دافئة من قطرات الشتاء ليُعلن عن قُرب وصول أبرد فصول السنة فصل الشتاء أو كما نُسميه في لهجتنا الشعبية بـِ (الشتوية)، فلا يكاد يفصلنا عنه سوى شهر بالتمام والكمال، حيث يُعد ذلك الفصل ممتعاً كونه يجمع العائلة والأقارب والجيران والأصدقاء بعضهم ببعض بسبب طول ليله وقِصر نهاره، فنراهم يتحلقون حول مائدة النار (الكانون) طلباً للدفء في ظل برد الشتاء، ويستمر السهر والسمر حتى ينخمد قبس النار أو يكاد، فيستمع وينصت الأبناء إلى القصص الشيقة التي يقُصها عليهم آباؤهم وأجدادهم عن أخبار الزمن الماضي وتجاربهم وخبراتهم التي تحدوا بها الصعاب وواجهوا فيها ملمَّات وتحديات الحياة، إلى جانب تناول الأطعمة الشهية التي يتميز بها الشتاء عن غيره من الفصول مثل: الكستناء والشعيرية والسحلب وحرق الأصبع. على النقيض تماماً نجد أناساً يكرهون قدوم الشتاء، فمن هم يا تُرى؟!
من المعلوم أن برودة الأطراف في الشتاء قد تعني الإصابة بأحد الأمراض مثل: فقر الدم أو الأنفلونزا أو التهاب المفاصل، ولأن اليدين والقدمين يبردان أكثر من غيرهما من الأعضاء بسبب فقدانهما للحرارة أسرع من الأعضاء الأخرى؛ يضطر الناس لارتداء قفازات اليدين حتى يُحافظوا على دفئهما، ولا شك أن ارتداء تلك القفازات سيُشكِّل عائقاً أمام من يلبسهما عند حاجته للعمل على الحاسوب وعند استخدامه للوحة المفاتيح (Keyboard) وفأرة الحاسوب (Mouse)، مما يدفع المستخدم نحو نزع القفازات من على يديه مُجبراً حتى يُنجز المهام المطلوبة منه دون تأخير، وعلى إثرها يجب أن يتحمل ويصبر على برد الشتاء الذي يترك آثاره على يديه، لذا نرى أن المودة بين أولئك الأشخاص وفصل الشتاء قد قُطعت أوصالها.
حرصاً منها على راحة مستخدمي الحاسوب في فصل الشتاء، طرحت شركة أمازون الأمريكية قاعدة فأرة حاسوب تمنح اليد الشعور بالدفء أثناء العمل في أوقات البرد، فقد زُوِّدَت هذه القاعدة بالطاقة عبر الموصل التسلسلي العالمي "USB" مع لوحة تدفئة مُدمجة لإبقاء اليد دافئة شتاءً، أو في المكاتب المبردة، ويبلغ ثمنها حوالي 20 دولاراً فقط، وتأتي قاعدة التسخين بسبعة ألوان، تتراوح بين الأبيض والأرجواني، ويمكن فصل التدفئة عنها إذا ارتفعت الحرارة في مكتب العمل إلى 22 درجة مئوية.
بفضل الفأرة الدافئة سنجد أن مستخدمي الحاسوب سيعيشون تلك اللحظات الدافئة أثناء عملهم على الحاسوب، دون أن يضطروا إلى تدفئة أيديهم من وقت لآخر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى سنراهم يعشقون ليالي الشتاء بكافة أحوالها.