فلسطين أون لاين

تحليل شرعنة ترامب الاستيطانَ.. فتحٌ لشهية الاحتلال على النهب والتهويد!

...
K8aGY.jpg
القدس المحتلة-غزة/ أكرم الشافعي:

عدّ باحثان في شؤون الاستيطان إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الاثنين الماضي، أن الولايات المتحدة لا تعد المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مخالفة للقانون الدولي، ضوءاً أخضر لحكومة الاحتلال ومستوطنيها نحو مزيد من سياسة الهدم ومصادرة أراضي الفلسطينيين ونهبها.

ولفت الباحث في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش إلى أن حكومة الاحتلال التي أصبحت تتنفس من رئة الاستيطان استغلت هذا الإعلان منذ اللحظة الأولى، وفي تزامن واضح طرح رئيسها بنيامين نتنياهو فكرة ضم منطقة الأغوار التي تشكل 22% من مساحة الضفة  الغربية المحتلة، لما تسمى "السيادة الإسرائيلية".

وأوضح حنتش لصحيفة "فلسطين" أن هدم المنازل وشق الطرق الاستيطانية ومصادرة أراضي الفلسطينيين، جزء من سياسة حكومة الاحتلال الاستيطانية؛ لإجبار المواطنين على الرحيل، لافتاً إلى أن خطوات الاستيطان تسارعت في ظل دعم الإدارة الأمريكية الحالية حيث صادرت قوات الاحتلال 9000 دونم خلال الأسبوع المنصرم فقط، عدا عن هدم عشرات المنازل.

وذكر أن الاحتلال يعتمد في هدمه منازل المواطنين ومصادرة أراضيهم على ركيزتين: أولاهما الموقف الأمريكي المنحاز له، وثانيتهما ردة الفعل الضعيفة سواء على المستوى الفلسطيني أو العربي، فضلا عن استمرار الانقسام الذي أضعف محاولات التصدي لهذا التغول.

وطالب حنتش الكل الفلسطيني بتحمل المسؤولية ونبذ وتناسي الخلافات، وتوحيد الجهود ضمن برنامج مقاومة شعبية لإرسال رسالة موحدة لكل العالم بأن الشعب الفلسطيني بات لا يحتمل مزيداً من الاحتلال والاستيطان.

أما الباحث في شؤون الاستيطان غسان دغلس فقال إن إعلان واشنطن "لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به"، إلا أنه استهزاء بالمنظومة الدولية والقانون الدولي وكل المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان.

وأضاف دغلس لصحيفة "فلسطين" أن (إسرائيل) والولايات المتحدة تتصرفان بجنون في ضوء شعورهما بالعزلة، ومن منطلق استحقاقات ومزايدات انتخابية.

ولفت إلى أن خطورة هذا الإعلان وما سبقه سواء على صعيد إلغاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، أو إلغاء حق تقرير المصير، يكمن في محاولة (إسرائيل) والولايات المتحدة تنصيب نفسيهما بدل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وفرض قرارات على الشرعية الدولية في شكل يمثل تحديا كبيرا لكل دول العالم.

وأشار إلى أن ما فعله السفير الأمريكي لدى الاحتلال ديفيد فريدمان، عندما أمسك بمطرقة وبدأ في هدم  الصخور لافتتاح نفق تحت المسجد الأقصى، كان حافزا وتشجيعا ورسالة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو مزيد من الاستيطان وهدم المنازل.