النضال الفلسطيني الأممي في أروقة الأمم المتحدة والجمعية العامة جهد مقدر وكبير في مواجهة الكيان الصهيوني عبر المحافل الأممية والدولية، فقد حققت الدبلوماسية الفلسطينية والعربية ومحبو الحقوق والحريات وأصدقاء الشعب الفلسطيني انتصارا أمميا جديدا- انتصروا في الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما واجهوا القرارات الإسرائيلية الأمريكية الهادفة لإنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وإنهاء حق العودة المصيري وضياع كافة القرارات الأممية التي تقر بحق الفلسطيني في أرضه وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها في نكبة فلسطين عام 1948.
إن الفلسطينيين ومعهم الدبلوماسية العربية ومحبو وأصدقاء الشعب الفلسطيني يواجهون بقوة معارك دبلوماسية كثيرة في أروقة الأمم المتحدة، بل ويواجهون بتحد كبير جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أرضنا الفلسطينية وشعبنا و يواجهون مواصلة بناء الثكنات الاستيطانية وارتكاب جرائم القتل والتهويد الإسرائيلية.
إن النجاح الفلسطيني والعربي الدبلوماسي الكبير الذي تحقق في أروقة الأمم المتحدة والجمعية العامة عندما حصلت فلسطين على دولة عضو مراقب في الأمم المتحدة وعندما أصبحت دولة فلسطين عضوا في الكثير من الهيئات الأممية واللجان الدولية الحقوقية وأهمها محكمة الجنايات الدولية، ولا ننسى الجهد والنضال الدبلوماسي الفلسطيني والعربي في قرارات وقف البناء الاستيطاني على أرض فلسطين وقرارات ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وغيرها الكثير من القرارات الأممية لصالح الشعب الفلسطيني.
إن النضال الدبلوماسي الفلسطيني والعربي في أروقة الأمم المتحدة والجمعية العامة تضاف الى سجل نضالات شعبنا الفلسطيني ومقاومته المستمرة من أجل تحقيق الحلم في إقامة الدولة الفلسطينية وتقرير المصير واستعادة حقوقنا المسلوبة منذ أكثر من سبعين عاما..
لقد حققت الدبلوماسية العربية والفلسطينية انتصارا أمميا جديدا عندما وقفت في وجه الكيان الاسرائيلي في الجمعية العامة لمواجهة قرار انهاء وتصفية وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (الأونروا) حيث صوتت الجمعية العامة في الامم المتحدة نهاية الأسبوعي الماضي بـ(170) صوتا لتجديد تفويض الاونروا لمدة ثلاث سنوات جديدة، مقابل امتناع الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الاسرائيلي عن التصويت، بل اعرب الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية عن خيبة الأمل نتيجة هذا القرار الأممي..
لقد انتصر الفلسطينيون وانتصرت الارادة الدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة في هذا القرار الأممي بتمديد التفويض لوكالة "أونروا" هذه الوكالة التي تمثل الشاهد الوحيد على نكبة فلسطين وهي تحتفظ بالسجلات والأوراق والوثائق التاريخية للاجئين الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين.
إن هذا القرار الأممي الجديد يعد بمثابة دليل قوي على وقوف العالم أجمع إلى جانب شعبنا الفلسطيني وحقوقه التاريخية غير القابلة للتصرف، وتعبيرا عن موقف المجتمع الدولي في دعم اللاجئين الفلسطينيين واستمرار تقديم الخدمات لهم لمدة ثلاث سنوات جديدة حتى يتم حل قضيتهم حلا نهائيا وفق القرارات الأممية الدولية الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة وتعويضهم عن أرضهم ومأساتهم حسب القرارات الأممية.
يسجل هذا الانتصار الى تاريخ النضال الأممي الفلسطيني في الدفاع عن وكالة "الأونروا" التي تعد الشاهد التاريخي الوحيد على مأساة شعبنا الفلسطيني وتمثل أيضا الذاكرة الأممية التراكمية لمأساة الشعب الفلسطيني ويتوجب علينا الحفاظ عليها حتى عودة اللاجئين لبيوتهم ووطنهم.