فلسطين أون لاين

​"بيوت معمرة بالحب".. حملة توعية للأزواج والأهالي

...
غزة- هدى الدلو:

دقيقة ونصف كانت الفترة الزمنية الفاصلة بين عقد القران والطلاق. هذا ما شاهدته المحامية خلود إمام، من الخليل جنوبي الضفة الغربية، في إحدى المحاكم، ودفعها لإطلاق حملة "بيوت معمرة بالحب".

وتعود تفاصيل القصة –كما تقول إمام لصحيفة "فلسطين"- إلى أن الشاب اختلف مع خطيبته، بعد كتب الكتاب، مباشرة على أمر معين، وفسخا خطبتهما في الحال.

وتوضح أن فكرتها نبعت من حسها الأمومي، متسائلة: لماذا لا تكون بيوتنا معمرة بالحب وليس المشاكل؟

وإمام (44 عاما) التي تقطن حاليا في قطاع غزة، هي أم لأربعة أبناء وبنتين، وحاصلة على درجة الماجستير في القانون العام من الجامعة الإسلامية، وتعكف حاليًّا على نيل درجة الدكتوراة.

وتقول الناشطة في مجال حقوق المرأة: "لعل المشكلات التي تحدث بين الأزواج، والطلاق المبكر الذي يقع به العديد من الأزواج هي ما دفعتني لإطلاق الحملة، إلى جانب سعيي لإيجاد حلول مناسبة بين الأزواج بعيدًا عن الوصول للطلاق الذي يفكك الأسرة".

ورغم أن المدة المفترضة للحملة انتهت، فإن تفاعل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ومعرفتهم بمدى أهميتها واستفادتهم منها، دفع إمام لتجديدها، كونها تلقي الضوء على مواضيع مهمة تشمل النواة الأولى للمجتمع، وتضع يدها على "جرح" الكثير من الأزواج، وتلامس الحياة اليومية.

ووفقا لإمام، فإن الحملة ليست إلكترونية، بل لها نشاطات على أرض الواقع شملت قطاع غزة من شماله حتى جنوبه، من خلال عقد ندوات للشباب والشابات المقبلين على الزواج، والأزواج لتوعيتهم ببعض الأسس الحياتية في حل المشاكل، ولأهالي الطرفين لتوعيتهم بخطورة تدخلهم في حياة أبنائهم.

وتهدف الحملة إلى نشر الوعي الأسري بين الزوجين، والواجبات والحقوق لكلا الطرفين، ومحاولة حل المشاكل بينهم بعيدًا عن المحاكم، والتخفيف من حالات الطلاق، ومخاطبة أولياء الأمور وعدم التدخل في شئون حياة أبنائهم حتى يقرروا مصيرهم بأنفسهم، فكثير من حالات الاختلاف يكون اختيار الزوجين منع الطلاق، لكن تدخل الأهل يوسع دائرة الخلاف؛ والكلام لا يزال للمحامية نفسها.

وتبين أن الحملة تستهدف المقبلين على الزواج من خلال توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم، وكيفية اختيار شريك الحياة، وأن يخاطبوا العقل وليس العاطفة فقط، أثناء اجتماعهما مع أهاليهم قبل عقد القران.

وتصف إمام عقد القران بأنه مقدس، قائلة في الوقت نفسه: كما يهتم الناس بقراءة عقد شراء بيت مرات عدة ، ويبحث عن الجيران وغيره، فمن باب أولى تحديد الشروط والأسس الصحيحة لهذا العقد المؤبد.

وعن الفئة العمرية للمستهدفين من الحملة، تذكر أنها بين 16 و30 عاما، بمشاركة 18 محامية.

ويتعين أن تُولى الأخلاق كالوفاء، حال نشوب الخلافات الزوجية أهمية قصوى، تتابع إمام حديثها.

وتفسر: لا يجب أن يتناسى الزوجان أو أي منهما واجب الوفاء تجاه الآخر، بمجرد الخلاف بينهما، مذكرة بقول الله عز وجل: " وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ"، فإذا تذكر كل منهما لحظات الفضل، والمودة، والعطاء السابقة للخلافات تلين قلوبهما ويتراضيا.

وترى إمام أن السعادة الزوجية ليست في كثرة الهدايا ولا في النقود، بل في أن يمتلك الطرفان قلبًا حنونًا يحتوي الآخر كيفما كان.

وتطمح إمام إلى إنشاء مركز يحمل اسم "بيوت معمرة بالحب" لحل المشاكل الزوجية، وعقد دورات للخاطبين لتوعيتهم كيفية حل مشاكلهم، وبيان خطورة تدخل الأهالي في حياتهم، فبمجرد عقد القران يصبحان أسرة وكيانا مستقلا، ويصبح العمل واجبا على نشر ثقافة الحب .