بعد بحث مضنٍ تمكن المواطن أنس زياد (30 عاماً) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة من إيجاد حيز لحفر قبر لجدته، بعد أن أصبحت مقبرة النصيرات القديمة مكتظة تماماً بقبور الموتى.
يقول زياد لصحيفة "فلسطين": "تعبنا.. هذا رابع قبر نقوم بحفره، فكلما نحفر في مكان نجد فيه قبر قديم سابق!!".
ويعتبر مخيم النصيرات وسط قطاع غزة من المخيمات الكبرى في قطاع غزة ويقع على بعد 8 كم جنوب مدينة غزة وعلى بعد 6كم شمال دير البلح، ويعتبر اكتظاظ مقبرة المخيم من أبرز المشكلات التي يعاني منها سكانه.
ويقول عبد عياش لصحيفة "فلسطين" إن عائلته بحثت في كل مكان داخل المقبرة لعلها تجد فسحة لدفن أحد أقاربه فلم ينجحوا بذلك.
وبعد أن يئست عائلته اضطرت لنبش عدة قبور على اعتقاد أنها قديمة، وتفاجأت بأن القبر الأول يعود لرجل توفي حديثاً، وبعد عناء وجهد نبشوا قبرا ثالثا واضطروا لجمع ما تبقى من جثة وعظام ووضعوها في أحد جوانب القبر، وبعدها دفنوا فقيدتهم.
أما المواطن أسعد المبحوح الذي تطوع للبحث عن مكان لدفن الحاجة "أم فتحي" جارته يقول: "إن مقبرة المخيم من المفترض أن تغلق منذ عدة أعوام لأنه لا يوجد فيها متسع لدفن أي متوفى ولكن نتيجة عدم وجود أي مكان آخر قريب يضطر الأهالي إلى نبش القبور".
ويضطر سكان المخيم بسبب اكتظاظ مقبرة المخيم، لدفن موتاهم في مقبرة السوارحة جنوب المخيم والتي أيضا باتت مكتظة بالأموات.
مقبرة جديدة
من ناحيته، قال رئيس بلدية النصيرات محمد أبو شكيان إن بلديته قدمت مشروعا لإنشاء مقبرة بمساحة 40 دونماً غرب محطة شركة الكهرباء، مبيناً أنه تم إرسال المخططات لوزارة الحكم المحلي، وتمت الموافقة المبدئية على المشروع.
وأضاف أبو شكيان لصحيفة "فلسطين" أن بلديته تنتظر من سلطة الأراضي توفير قطعة أرض لإقامة المقبرة عليها.
وأشار إلى أن البلدية وضعت بوابات وأسوارا محاطة بمقبرة المخيم، بهدف منع الدفن فيها، وقال: "ولكن للأسف أهل المخيم يواصلون البحث عن متسع لدفن موتاهم فيها".

