فلسطين أون لاين

رُدّي المستعار يا جارة

...
غزة/ أسماء صرصور:

"يا جارة، ناوليني هالمقشّة..، عيريني هالطنجرة..، بيعينك الله، ناوليني السشوار، عنّا فرح، بدي هالفستان ...".

"الجار للجار" بحكم هذه المقولة وغيرها يرى الجار أحقيته في استخدام أو استعارة أي غرض يريده من جاره، وفي أي وقت يريد، وقد يبقى الغرض في منزل المستعير، ويخجل صاحبه من طلبه وقت احتياجه الشديد له، أو إن أعاده له يكون الغرض متضررًا.

فماذا تقول خبيرة التدبير المنزلي نجلاء الغلاييني في هذا الموضوع لصحيفة "فلسطين"؟، وما النصائح التي تقدمها لكل شخص يستعير من جاره أو صاحبه شيئًا ما؟، وكيف يحافظ الشخص على ما يستعيره من أغراض؟

تبدأ الغلاييني حديثها: "ما يميز أهل غزة أن هناك ترابطًا بين الجيران والأهل، فالشخص يقدم كل ما يملك بنفس طيبة، ودون بخل، لكن –يا للأسف الشديد!- هناك بعض الأسر أو الجيران يعدون كل ما يملكه الجار هو ملكهم الشخصي، ووقت احتياجه يأخذونه"، لافتة إلى أنه بسبب الأحوال الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، إن اشترت الأسرة شيئًا؛ فسيكون عزيزًا عليها.

وتوضح أن ربة المنزل تشتري جهازًا ما في البيت وتستخدمه دوريًّا متى احتاجت إليه، لكن عندما تستعيره الجارة متى تريد؛ لا تجده ربة المنزل وقت احتياجها له، مضيفة: "المشكلة الأكبر أن الجارة تحتاج له دائمًا، لكن لا يخطر في بالها شراؤه، لأنه متوافر عند جارتها أو سلفتها أو أي قريبة لها".

وتقول خبيرة التدبير المنزلي: "هذا خطأ كبير، لأن كل أسرة لديها ميزانية أسرية خاصة، ولها احتياجاتها المنزلية الخاصة بها، لذا على الأسرة أن تدرك حاجاتها وتوفرها؛ حتى لا تضطر إلى الاستعارة المتكررة".

وتنبه ربة المنزل إلى أنها لو احتاجت لاستعارة شيء ما فعليها ألا تستعير مرارًا وتكرارًا، وألا تبقي الجهاز لديها مدة طويلة، وإن رأت احتياجها الدائم لهذا الجهاز فالأولى شراؤه، وإن حدث عطب في جهاز كهربائي استعارته، فعليها إصلاح العطب مباشرة دون تأخر.

وتنصح الغلاييني أي ربة منزل بعدم إعارة الأجهزة الكهربائية، وعدم إخراجها من البيت نهائيًّا، فهي مصممة على قدر استخدام الأسرة الواحدة، معللة ذلك أنه إذا تعددت الأيدي في استخدامه فسيكون عرضة أكثر للعطب.

وتذكّر كل ربة بيت بالمحافظة على الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية، وألا تستعير أي غرض من أحد إلا للضرورة القصوى دون تكرار، مشددة على أن أغراض الآخرين أمانة لدى كل ربة منزل، وعليها المحافظة عليها جيدًا.

وتبين أهمية تنظيف الجهاز، أو الغرض المستعار، بمجرد الانتهاء من استعماله، ووضعه في مكانه الصحيح في علبته الخاصة، وإرجاعه بمجرد الانتهاء منه مباشرة، لا انتظار صاحب الغرض ليطلبه.

"لكن هل يمكن لربة المنزل الاعتذار عن إعارة أغراضها لأي شخص؟"، هذا السؤال تجيب عنه خبيرة التدبير المنزلي بقولها: "ممتلكات ربة المنزل خاصة بها، فعليها الاعتذار بلباقة، أو أن زوجها أو والدها لا يحب ذلك، فستعيرك إياها مرة وحدة، لكن بعد ذلك لن تستطيع".