فلسطين أون لاين

​استقالة مهندس"صفقة القرن".. إنجاز لمسيرات العودة

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

غادر جيسون غرينبلات، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي المكلف بإعداد "صفقة القرن"، أول من أمس، البيت الأبيض، قبل أن يهنأ بإعلان صفقة التسوية التي أريد منها تصفية القضية الفلسطينية.

ورأى مراقبان فلسطينيان أن تعثر طرح "صفقة القرن"، وارتباك الإدارة الأمريكية في إعلان شقها السياسي، جاءا نتيجة حالة الفراغ السياسي الإسرائيلي، وصمود وثبات الجماهير الفلسطينية في مسيرات العودة وكسر الحصار.

وانطلقت مسيرات العودة الشعبية في مارس/ آذار 2018م، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948م، رفضا لـ"صفقة القرن"، وتأكيدا على حق العودة، وللمطالبة برفع الحصار عن غزة.

وقال المحلل السياسي فايز أبو شمالة: إن مسيرات العودة شكلت "الخنجر" الذي طعن "صفقة القرن" في خاصرتها حتى أجبر مهندسها على ترك الساحة "خائبًا".

وأضاف أبو شمالة لصحيفة "فلسطين" أن مسيرات العودة وغيرها من الحراك الفلسطيني وفي مقدمته المقاومة كانت سببًا في إفشال "صفقة القرن"؛ لأن تلك المسيرات تستند إلى "ظهر المقاومة في غزة".

وأشار إلى أن مسيرات العودة رسمت المعالم الجديدة لإعادة النظر في القضية الفلسطينية ووقف المشاريع الرامية لتصفيتها؛ لأن نهايتها الفشل بفضل صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته.

ويبين أن مسيرات العودة جزء من الموقف الفلسطيني الرافض لمشاريع تصفية القضية والمطالبة برفع الحصار المفروض على القطاع منذ نحو 13 عامًا، والمطالبة بحق عودة للاجئين الذين هجروا من ديارهم عام 1948.

ورأى الكاتب السياسي أن خروج الجماهير طوال الـ 81 أسبوعا في مسيرات العودة رسالة للاحتلال والعالم أن شعبنا يرفض إنهاء قضيته وكل مشاريع ومحاولات تصفيتها.

ودعا أبو شمالة إلى إشراك التنظيمات والقوى الفلسطينية كافة بمسيرات العودة وإرفادها بالعنصر البشري.

إنجازات تراكمية

ونبه المحلل السياسي إبراهيم حبيب إلى أن إنجازات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار تراكمية.

وأشار حبيب في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن أهم إنجازات مسيرات العودة ممثلة بـ: تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع عبر إدخال الأموال، وتنفيذ العديد من المشاريع، وإعادة فتح معبر رفح البري دائما.

ولفت إلى أن استقالة غرينبلات جاءت عقب فشله في إعلان وتنفيذ "صفقة القرن" التي أريد منها تصفية القضية؛ وبسبب الموقف الفلسطيني الرافض لها.

ولفت إلى أهمية تأثير مسيرات العودة دوليا، "لكنها لم ترتقِ لتعطيل صفقة القرن؛ نظرا لتبني الإدارة الأمريكية الصفقة بشكل كامل وحث الدول على تأييدها" وفق رأيه.

وأشار إلى أن مسيرات العودة أوصلت الصوت والصورة للعالم بحقوق الشعب الفلسطيني، وجرائم الاحتلال المتكررة واليومية.

ومسيرات العودة - وفق حبيب – بحاجة إلى نقل ثقافتها وتجربتها للضفة الغربية بهدف تشكيل ضغط على الاحتلال ومستوطنيه للاستجابة لمطالب شعبنا، سيما أن ساحة الضفة ساحة الاشتباك الأهم، بالإضافة إلى امتداد المسيرات لدول الطوق العربية للإقرار بالحقوق الفلسطينية.