القدس لم يهزم لا أطفالها ولا شبابها ولا حرائرها ولا شيوخها ولا كهولها في معاركهم التي خاضوها.. وكانوا القدوة والأنموذج في كل الساحات والميادين.. في الهبات والانتفاضات الشعبية.. في معارك الدفاع عن المقدسات والأقصى ومعركة البوابات الإلكترونية على بوابات الأقصى خير شاهد ودليل، ورفض المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال والمعركة المحتدمة حول محاولة تغيير الوضعين التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى بالسيطرة على باب الرحمة والقسم الشرقي من المسجد الأقصى.. واليوم في ظل ما تتعرض له مؤسسات القدس الكبرى من مشافٍ وشركة كهرباء وغيرها من تقصير وإهمال وعدم وفاء السلطة بالتزاماتها المالية التي وصلت حد فقدان أدوية السرطان في مستشفى المطلع.. هبت القدس عن بكرة أبيها واستعدت حرائر القدس لبيع جدائلهن من أجل توفير الأدوية والعلاج لمرضى السرطان وأطفال المدارس تبرعوا بمصروفهم اليومي. وزحَف المقدسيون اليوم إلى ساحة مستشفى المطلع للتبرع، وهم مستمرون في تبرعاتهم، وأرى أن يكون هناك صندوق خاص تتم فيه التبرعات بشكل مستمر منفصل عن صندوق الحكومة.. ما أعظمكم أيها المقدسيون! فأنتم دوماً صناع المجد.. دوما طليعيون في كل الساحات والميادين والمجالات، لا تبخلون بالجود والعطاء والتضحية.. أنتم أكبر من كل ألقابهم ونياشينهم.. أنتم قادة بحجم وطن..
نعم، أنتم يا أهلنا في القدس وفي كل الوطن تلبون النداء والواجب، وتحفظون جيداً اتجاه البوصلة ولا تضيعونه.. في تواصلي المستمر مع مدير المستشفى الأستاذ وليد نمور، قال بالحرف الواحد: "شعبنا معطاء ونتلقى مئات الاتصالات من فلسطين والعواصم العربية، ومن كل أنحاء العالم من أجل التبرع".. الآن أشعر أن هناك سياجا شعبيا ووطنيا لمؤسساتنا الطبية، وبالمناسبة قال إن الهلال الأحمر الإماراتي قد تبرع بمليون شيكل أدوية، وكذلك سيأتي ممثلو البنوك وسيدات رجال الأعمال.. هي القدس التي لا تخذل ولا تخون.