العدو الصهيوني لديه طريقتان في التخلص من (الأعداء) الاغتيال الجسدي واغتيال الشخصية
1- أما الاغتيال الجسدي فهذا ذائع ومشهور مارسه العدو ضد الفلسطينيين في الداخل والخارج، وضد من اعتقد أنهم يشكلون خطراً حقيقياً على كيانه من العرب والمسلمين والفلسطينيين وغيرهم ، والاغتيال أخذ أشكالاً عدة منها العلني من خلال التصفية بوساطة الطيران قصفاً أو القوات الخاصة رمياً بالرصاص ، أو بأساليب غير معلنة ومباشرة عبر التسميم أو الدهس أو الخنق .
2- اغتيال الشخصية وهذا النوع أكثر إيلاماً وأخطر تأثيراً من الاغتيال الجسدي لأنه يهدف لهدم سمات وصفات شخصية ما في نظر الآخرين وتتسبب في تدمير كثير من الاعتبارات أمام الأقران والرأي العام .
والهدف من هذا الشكل من الاغتيال:
1) هز المصداقية وتدمير الشخصية وإرهاقها
2) استنزاف الشخصية في الدفاع عن الذات بعيدا عن مهمتها الوطنية.
3)شل نشاطها والتأثير على فعاليتها.
4) ضرب ثقة الجمهور بالشخصية وتحييدها.
5) إعدام النموذج والقدوة لدى الاجيال القادمة .
أشكال اغتيال الشخصية معنويا:
1. قذف الهدف بالاتهامات المختلفة، التي تستقطب اهتمام المجتمع كالقضايا الأخلاقية.
2.نشر صور الهدف ومعلومات استخبارية حول مهامه وأنشطته في المقاومة بهدف الضغط عليه واحباطه.
3. تلفيق الاتهامات الكاذبة والافتراءات والتدليس على لسان الشخصية المستهدفة.
4. استهداف المحيط الاجتماعي للهدف، سواء بالإسقاط الأمني أو الأخلاقي لأحد أفراد عائلته أو المقربين منه، لضرب موقعه الاجتماعي أمام الجمهور، والمساس بمصداقيته.
5. إطلاق الشائعات التي من شأنها الانتقاص من هيبة وتأثير الهدف.
* أدوات اغتيال الشخصية معنويا*
1. وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أكثرها استخداماً "الفيسبوك".
2. وسائل الاعلام على اختلافها، وتنوع مخرجاتها.
3. الاعتماد بشكل كبير على العملاء والطابور الخامس.
أساليب الاغتيال المعنوي
يعتمد اغتيال الشخصية على عدد من الأساليب هدفها (التخريب النفسي) والمقصود به مجموع الإجراءات التي تستهدف التأثير على سلوكيات الهدف (المقاوم) وتحييده عن المعركة، أو معنى آخر تحويله من شخصية إيجابية في مشروع المقاومة إلى شخصية سلبية، وأهم أساليب التخريب النفسي:
(1) تشويه السمعة:
عندما يفشل العدو في تحييد المقاوم مادياً، فإنه يلجأ إلى تحييده من المعركة (معنوياً) من خلال إلصاق اتهامات مهينة ومخلة بالشرف، تتعارض مع مركزه الاجتماعي والثقافي، وتثير حفيظة المجتمع، كالقضايا الأخلاقية، وهو أسلوب لجأ إليه العدو وكان واضحاً في استهدافه نشطاء من محرري صفقة وفاء الأحرار الذين يتهمهم العدو بالمسؤولية عن الأعمال الفدائية في الضفة الغربية وإدارتها من قطاع غزة، واستخدمه أيضاً ضد عدد من المقاومين بعد جولة التصعيد الأخيرة، والذي كان لهم دور بارز في العمل المقاوم على ساحة العدو.
(2) التخويف والردع:
وتشمل كافة الفرص بالنسبة للعدو التي تهدد المقاوم وتجبره على اتخاذ المواقف السلبية، المتماهية مع العدو، كتهديد المقاوم باستهداف مصالحه التجارية، أو منزله، أو منازل مقربين له.
(2) الضغط النفسي:
من خلال توجيه صدمات نفسية إلى المتلقي، واللعب بعواطفه، وحرق شخصيته ومهمته التنظيمية، وكشف نشاطه المقاوم لعامة الجمهور، حيث يعمد العدو إلى هذا الأسلوب في الفترة الأخيرة، من خلال إطلاق صفحات ممولة، (خيوط الأمل: تستهدف الاستخبارات، مين بوسخ عليك: تستهدف الأمن العام) وتنشط هذه الصفحة في نشر وحرق شخصيات في المقاومة.
(3) غسيل المخ:
وتستخدم معظم المجالات السابقة في تفعيلها، وتهدف في النهاية إلى إلغاء إمكانية التفكير، فعندما يعجز العدو عن تحييد الهدف والتأثير عليه، يلجأ إلى ضرب المحيط الاجتماعي للهدف من خلال استهداف عائلته أو مقربين منه، هدف ضرب مصداقية الهدف والتأثير على رصيده الجماهيري.
هذا الأسلوب يستخدمه العدو بهدوء ومن خلف الكواليس بعيداً عن الأنظار لا يترك أي بصمات وأي دليل على أنه يفعل ذلك حتى يتسنى له النجاح ويحقق الأهداف المرجوة من هذا الاغتيال لشخصية يعتقد أنها فعالة ومؤثرة تضر بأمنه واستقرار كيانه .
العدو يتميز في استخدام هذا السلاح وكثير من الدول العربية التي لها علاقات مع الكيان في مجال الأمن والسايبر يعتمدون على هذه الخبرة من العدو لكن اندفاعهم وقلة صبرهم تبطل مفاعيل محاولة اغتيالهم على عكس ما يفعل العدو الصهيوني الذي يجمع معلومات متعددة ومتنوعة ويحتفظ بها عن أشخاص مستهدفين في لحظة ما يقوم بتسريبها من خلال أدوات ومنصات لا تبدو تعمل لصالحه يسربها بطريقة متقنَة مسنودة تعتمد الانتقاء والتقديم والتأخير والتزييف والتشويه وتوظيف التقنيات المتقدمة واختيار اللحظة المناسبة لفعل ذلك .
كل محاولات العرب من عهد قريش عندما حاولوا اغتيال شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم سيد الخلق وحبيب الحق مراراً وتكراراً لمنعه من نشر دعوة السماء رسالة الإسلام العظيم، فشلت ولا زالت كل محاولاتهم تفشل لأن هذا علم وفن وسلاح يُستخدم في لحظة تجتمع فيها عدة عناصر ومقومات تجعل خطة موضوعة من سنين تنتظر تلك اللحظة لاغتيال شخصيات ما، ولأن رسول الله لم تزعزعه الإشاعات ولم تحرفه الافتراءات معتصم بحبل الله وملتصق برسالة السماء التي بعث من أجل نشرها أُبطلت مفاعيل إشاعاتهم.
كما أن الاغتيال لدى العدو ليس اغتيالاً شاملاً في غالب الأحيان إنما اغتيال جانب محدد من الشخصية، لكن هذا الجانب المُغتال يمثل الإسهام الحقيقي في إيقاع الضرر في العدو، فيبذل قصارى جهده لتعطيله .
لكن اصرار العدو على استخدام هذه الطرق والاساليب الاجرامية للإيقاع بأبناء شعبنا في حبائل مؤامراته لم تتكلل بالنجاح رغم الخبرة والإمكانات استطاع غالبية أبناء شعبنا التغلب عليها بقليل من الوعي والخبرة والإرادة والاعتصام بحبل الله ثم صون الوطن والحفاظ عليه، وسد الثغرة وحماية الأسرار والمقدرات الوطنية، تمكنوا من صد هذه الألاعيب وتخطوا المكائد .