"العيسوية".. البلدة المقدسية الثائرة في وجه الاحتلال
غزة/ إسماعيل نوفل:
منذ أشهر عديدة، يستيقظ أهالي بلدة العيسوية شمالي القدس المحتلة، على أصوات اقتحام مدرعات وجنود الاحتلال لبواباتها، وإطلاقهم قنابل الغاز والرصاص الحي، في طرقات البلدة، عدا تخريب الممتلكات واعتقال الشبان.
تلك المشاهد والانتهاكات الإسرائيلية، تهدف من ورائها سلطات الاحتلال لتهويد ونزع الهوية الفلسطينية من قلوب أهلها، وتهجير سكانها، الذين واجهوا ذلك بالتمسك بحقهم ورفض الاحتلال وانتهاكاته. وفق تأكيد عضو لجنة المتابعة في البلدة محمد أبو الحمص.
وقال أبو الحمص لـ"فلسطين أون لاين": "نتيجة الاقتحامات كانت خلاف ما توقع الاحتلال، فمشاهد الاقتحامات وإطلاق النار والاعتقالات عززت نظرة الأهالي إلى بشاعة المحتل الذي يجب محاربته واقتلاعه من الأرض الفلسطينية".
وتحدث المسؤول المقدسي عن محاولات الاحتلال في تغيير طابع القرية في معاملتها ونظرتها إليه، بطرق عدة منها استمرار تواجد قوات شرطته فيها، الأمر الذي برفضه الأهالي.
وأضاف أبو الحمص: "حكومة الاحتلال تسير في حالة تخبط من ردود فعل أهالي العيسوية اتجاه مخططهم بالإضافة إلى عدم اقتناع جنودهم بما يفعلون"، مشيراً إلى تسريبات جنود الاحتلال أثناء اقتحامهم القرية في شهر ابريل الماضي، والذي كشفت عنه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
تسجيل مسرب
وفي تسجل مسرب، أقرّ عنصران من شرطة الاحتلال أن هدف حملات التفتيش التي تقوم بها قوات الاحتلال في العيسوية "الاستفزاز فقط"، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد.
وقال أحد العنصرين للآخر وفقاً للتسجيل المسرب: "هذا استفزاز بدون هدف – يقصد بها اقتحامات قرية العيسوية- ، لماذا نفعل ذلك عن قصد؟"، فأجابه موافقاً على كلامه: "سياساتنا مضروبة من أساسها".
وبعد دقائق، توجّه العنصر الأول إلى عنصر ثالث كان قريباً منهما، وسأله "لدّي سؤال لك، لا يؤدي ما نفعله هنا إلى مشاكل إضافيّة؟"، فأجابه "هذا هو الهدف"، فردّ عليه الأوّل "التسبب بمزيد من المشاكل؟" فأجابه الثاني "نعم".
العيسوية تقاوم
وقال المصور الصحفي محمد قاروط ادكيدك الذي يسكن في قرية العيسوية، إن "الهدف من المداهمات هو الضغط على الأهالي، ومحاولة إخضاعهم لقرارات الاحتلال"، مشيراً إلى أن النسبة الأكبر من القرية لا تحمل الجنسية "الإسرائيلية".
وأوضح ادكيدك أن القرية لا تحوي على مركز شرطة لهم على خلاف القرى الأخرى، وأن الاحتلال يحاول نزع المقاومة والانتماء لفلسطين من قلوب الأهالي بالضغط عليهم بالمداهمات والاقتحامات المستمرة.
وأشار إلى إزالة الاحتلال الأعلام الفلسطينية المعلقة في الشوارع والبيوت، بالإضافة إلى محاولات تغيير المناهج الدراسية بما يتناسب مع أهدافهم.
وأوضح أن الاحتلال يرغب بأن تكون العيسوية تحت سيطرته ويدخل إليها ويخرج متى يشاء، مشدداً على عدم سماح القرية بحدوث ذلك وأن المقاومة مستمرة طالما هناك جيب عسكري تابع للاحتلال يحاول الدخول إليها.