فلسطين أون لاين

تقرير إسرائيلي يعلن فشل الاحتلال بحرب غزة 2014

...
القدس المحتلة - الأناضول

اتهم ما يسمى بـ"مراقب الدولة" لدى الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء 28-2-2017، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ووزير الجيش السابق موشيه يعلون، وقائد الجيش السابق، بيني غانتس، وقادة عسكريين آخرين، بعدم الاستعداد بشكل كاف لمواجهة حركة حماس، خلال حرب عام 2014.

وقال "مراقب الدولة" يوسف شابيرا، في التقرير، الذي نشرت صحف إسرائيلية مقاطع منه، مساء اليوم:" هناك فروقات كبيرة في معلومات الشاباك (المخابرات الداخلية) وشعبة الاستخبارات (أمان) حول حماس بغزة، أدت لنتائج الحرب الأخير وأدت لفشل ذريع".

وأضاف:" نتنياهو ويعلون وغانتس أخفوا تقارير أمنية عن المجلس الوزاري المصغر (الكابنيت) حول الأنفاق".

ولم يتضمن التقرير توصيات بالإقالة او العقاب، ولكنه يوجه انتقادات إلى قيادات سياسية وعسكرية تولت زمام الأمور في فترة الحرب في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2014.

ويقوم "مراقب الدولة"بمهام مراجعة وتقييم أداء الأجهزة الرسمية، ولكن ليس من صلاحياته التحقيق أو الإحالة إلى القضاء.

والأنفاق هي قنوات أسفل الحدود بين قطاع غزة، وأماكن قريبة من قواعد عسكرية وتجمعات إستيطانية إسرائيلية محاذية لقطاع غزة.

وخلال الحرب استخدام نشطاء من حركة "حماس" هذه الأنفاق في محاولة التسلل الى قواعد عسكرية إسرائيلية لاختطاف جنود أو مهاجمتهم.

ووجه التقرير انتقادات شديدة الى عدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، وفي مقدمتهم نتنياهو، ووزير الجيش السابق يعلون، ورئيس الأركان السابق غانتس.

ولفت التقرير إلى أن نتنياهو لم يُطلع أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، على خطر الأنفاق.

وقال إن نتنياهو، كان "يدرك الوضع جيدا وكذلك الأمر بالنسبة لوزير الجش السابق موشيه يعالون، غير أنهما لم يطلعا أعضاء "الكابينت" على صورة الوضع ".

وأضاف إن "الكابينت الإسرائيلي"، لم يجرِ نقاشا استراتيجيا بشأن غزة، ولم يبحث بدائل سياسية أو لفتات إنسانية، ربما كان من شأنها أن تجعل العملية العسكرية غير ضرورية.

كما أشار إلى أنه لم يتلقَ معلومات استخبارية كاملة عن التهديد المتوقع من قطاع غزة، ولم يتم اطلاع وزراء المجلس الوزاري على حقيقة أن ليست هناك معلومات استخبارية كافية حول الخطر المتوقع في غزة.

وقال التقرير إن "رئيس الوزراء ووزير الجيش والكابينت لم يحددوا أهداف استراتيجية للجيش وفي غياب الخيارات فإن الجيش وضع الأهداف الاستراتيجية الخاصة به".

وأشار التقرير إلى أن نصف أنفاق حركة حماس قرب الحدود اخترقت الجدار الأمني، ووصلت إلى داخل المستوطنات الإسرائيلية المجاورة للقطاع.

وأضاف:" الجيش فشل بشكل ذريع في صد الصواريخ القادمة من غزة، ما أوقع خسائر كبيرة".

وبناء على التقرير، قررت لجنة "مراقبة الدولة" في الكنيست، استجواب نتنياهو في الأسابيع المقبلة حول تقرير المراقب شابيرا.

بدوره، عارض نتنياهو ما جاء في التقرير، وقال إن "حماس تلقت خلال الحرب ضربات لم تتلقَ مثلها في تاريخها".

وقال:" دعمت قيادة الجيش خلال وبعد الحرب، ولم أتهرب من مسؤولياتي اتجاهها".

وأشار إنه قدم للكابينت ١٣ تقريرا بشأن الأنفاق.

من جانبه، قال الجيش في بيان أصدره، ردا على التقرير، إنه توفرت لديه معلومات ملموسة حول أغلبية الأنفاق التي حفرتها حركة حماس، في قطاع غزة، عشية الحرب الإسرائيلية على غزة في العام 2014.

وشدد على انه" لا توجد وسيلة أو حل تكنولوجي لم يتم دراسته خلال التحضيرات لمواجهة الأنفاق".

واستغلت المعارضة الإسرائيلية، تقرير "مراقب الدولة"، ووجهت انتقادات لاذعة لنتنياهو.

فقد علق زعيم المعارضة يتسحق هيرتسوغ من "المعسكر الصهيوني" المعارض، فقال:" على نتنياهو أن استخلاص العبر والدروس بدلا من مهاجمة الآخرين"، حسب القناة الثانية الإسرائيلية.

أما يئير لبيد، من حزب "هناك مستقبل" المعارض، فقال "ما ورد في التقرير يؤكد أن نتنياهو لم يكن يوما مستعدا لتحقيق الاستقرار"، كما جاء في القناة الثانية الإسرائيلية.

كما قال النائب عمير بيرتس من المعسكر الصهيوني، إن مداولات الكابينت بشأن الأنفاق دليل على عجز نتنياهو، وعدم كفاءته.

من جهته، دعا رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إلى ضرورة تجنب ما جاء في التقرير والتطلع إلى إنهاء الخلافات باستخلاص العبر والدروس مما جرى.

وذكرت القناة الثانية أن عائلات جنود إسرائيليين قتلوا خلال الحرب، أعربوا عن خيبتهم لما آلت إليه المناوشات السياسية عبر وسائل الإعلام حول تقرير "مراقب الدولة"، ودعوا إلى "الاستفادة من دروس الحرب"، والعمل على إعادة جثث الجنود المفقودين بغزة وحماية الجنود من أي ملاحقات قضائية، حسب قولهم.

كما اتهمت عائلة الجندي أورون شاؤول المحتجز لدى حماس، نتنياهو ويعلون بالتخلي عن الجنود خلال الحرب وإبقائهم في قبضة حركة حماس.

وفي وقت سابق اليوم، طالبت ما تسمى منظمة "ضحايا الإرهاب" الإسرائيلية لجنة الأمن والخارجية في الكنيست بعدم نشر تقرير "مراقب الدولة" باعتبار أنه يحتوي على معلومات استخبارية من الممكن أن تستفيد منها "المنظمات الإرهابية"، حسب تعبيرها.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تموز/يوليو 2014، حرباً على غزة أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد" استمرت 51 يومًا، أدّت إلى استشهاد 2322 فلسطينيا، وإصابة نحو 11 ألفًا آخرين.

وفي المقابل، أفادت بيانات رسمية إسرائيلية أن 68 عسكريًا إسرائيليا قد قتلوا، خلال الحرب، بالإضافة إلى 4 مستوطنين وإصابة 2522 شخصاً، بينهم 740 عسكريًا.