فلسطين أون لاين

​بمسابقة في بيروت لكرة السلة

بكرسيه المتحرك.. "القلازين" يحوز لقب "أفضل لاعب"

...
يطمح الشاب إلى أن تكون له مشاركات في بطولات عربية وعالمية
غزة/ هدى الدلو:

علا صوت صفارة الحكم معلنًا انتهاء المباراة، ليتوج الفريق الفلسطيني بالمركز الثالث، كانت هذه فرحة لا يضاهيها شيء لحسام القلازين الذي حصل على لقب أفضل لاعب متميز في مسابقة بطولة حنا لحود الدولية لكرة السلة على الكراسي المتحركة في العاصمة اللبنانية بيروت.

نزل أعضاء الفريق إلى أرض الملعب مطلقين العنان لحناجرهم بالنشيد الوطني الفلسطيني، وهم "يركضون" بكراسيهم المتحركة وعلم فلسطين يرفرف فوق رؤوسهم.

"يا لحلاوة الفوز ولذته، فلا كلمات تعبر عن فرحتي بالمشاركة الأولى لفريقنا، لقد لعبنا بكل طاقاتنا من أجل فلسطين أولًا، وأنفسنا ثانيًا، فقدمنا أروع ما لدينا" يقول القلازين (20 عامًا)، الذي يقطن في مدينة غزة.

وبحماس يضيف لصحيفة "فلسطين" يكاد الفرح يقفز من عينيه: "ألقينا كل الصعوبات التي واجهتنا في أثناء مغادرتنا القطاع خلف ظهورنا، لنتمكن من اللعب جيدًا، متلافين التحديات التي واجهتنا عند حاجز بيت حانون (إيرز)، وعدم تمكن جميع الأعضاء من الحصول على تصاريح، وتأخر وصولنا إلى مكان عقد المباراة، حتى إننا لم نحظ بقسط من الراحة، ومع ذلك تنافسنا بجدارة".

ومن المعيقات التي واجهت الفريق -وفق ما يذكر القلازين- محدودية الدعم، وطبيعة الكراسي المتحركة الخاصة بالفريق الفلسطيني، إذ إنها كبيرة الحجم وثقيلة الوزن باختلاف مواصفات التي لدى الفرق الأخرى المشاركة، إذ تتمتع بالخفة وصغر حجمها، ما يسمح لهم بالتحرك أسرع.

وخرج أعضاء الفريق من رحم المعاناة المزدوجة، المتمثلة في إصابتهم بإعاقة حركية، والحصار المفروض على قطاع غزة، ومع ذلك يتابع حديثه بروح الأمل والتفاؤل: "الأمر لا يحتاج سوى عزيمة وإرادة قوية، وإني لأعد الرياضة جزءًا من النضال، وإثباتًا للحق الفلسطيني بالوجود، خاصة مع تحقيق الفوز".

"قلب الموازين"

ويعود بذاكرته إلى تلك الحادثة التي قلبت موازين حياته عندما كان في الثامنة من عمره، إذ سقط من الطابق الثاني، ما أدى إلى فقدان قدرته على الحركة، لتتوقف بعدها عجلة حياته، وتدور به عجلة كرسيه المتحرك، وأصبحت حياته تتمثل في البيت والمدرسة.

ويوضح القلازين أن تقبله وضعه الصحي لا يتعلق به بمفرده، بل أيضًا بعائلته وسعيها نحو دمجه في المجتمع، وتشجيعه على تحقيق رغباته بممارسة رياضته المفضلة (كرة السلة) وهو في سن 14 عامًا، خاصة بعد معرفته وجود ناد متخصص لذوي الإعاقة.

ومع مخاوفه، والتساؤلات الكثيرة التي أخذت وقتًا طويلًا للإجابة عنها، بشأن كيفية ذهابه إلى النادي، وهل بالفعل سيتمكن من تعلم هذه الرياضة وممارستها؟؛ كان إصراره حاضرًا، إلى جانب تشجيع أهله على ممارسة حياته طبيعيًّا.

ويتابع القلازين: "بدأت أتلقى التدريبات، وأصغي جيدًا للمدرب والقوانين، وأتعلم بحب كيف أتحكم بالكرسي المتحرك في أثناء اللعب، إلى جانب التدريب اليومي الذاتي للمحافظة على لياقتي البدنية ومهاراتي، حتى تمكنت من إتقان اللعب وإحراز الأهداف في أثناء مشاركاتي في العديد من المباريات".

وبفضل عزيمته القوية حصل في 2017م على لقب أفضل لاعب من ذوي الإعاقة الحركية، وفي 2018م حاز لقب هداف دوري كرة السلة.

ولم يكمل القلازين دراسته بعد حصوله في الثانوية العامة على معدل 50%، ومع ذلك صمم على أن يكون صاحب بصمة في أسرته ومجتمعه، وهو يعمل حاليًّا في كافتيريا خاصة بأشخاص ذوي إعاقة لتجهيز طلبات الزبائن.

ويطمح الشاب إلى أن تكون له مشاركات في بطولات عربية وعالمية، يمثل فيها فلسطين ويعزز وجودها على الخريطة الرياضية.