وجدت الشاعرة الفلسطينية آلاء القطراوي نفسها مضطرة إلى مغادرة قطاع غزة نهاية العام الماضي 2016، تفاديًا لحدوث نكسة جديدة إذ لم تتمكن من السفر عبر معبر رفح البري حال حصولها على فرصة المشاركة في مسابقة "أمير الشعراء" المقامة سنويًا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي منتصف شهر يناير/كانون الثاني 2017, تلقت القطراوي (26 عامًا), من مكان إقامتها المؤقت في العاصمة المصرية القاهرة خبر قبولها للمشاركة في الموسم السابع لأمير الشعراء، وحينها استشعرت أن حلمها المنتظر منذ سنوات طويلة راح يلوح أمام ناظريها.
وتقول القطراوي: "أصرّت عائلتي على أن أسافر مجازفةً إلى مصر من شهر ديسمبر العام الماضي، كونها كانت متفائلة أن إدارة المسابقة ستعاود الاتصال بي في الموسم السابع وفعلًا هذا ما حدث، وكان حينئذٍ معبر رفح مغلقًا ولو كنت في غزة آنذاك لما استطعت المشاركة".
وسبق للشاعرة الشابة أن تأهلت للمشاركة بمسابقة أمير الشعراء في الموسم السادس، ولكن على إثر الإغلاق شبه الدائم لمعبر رفح الحدودي _المنفذ البري الوحيد لسكان القطاع مع العالم الخارجي_ تعثر سفر القطراوي إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
ألم وفرح
وعلقت عن لحظة مغادرتها للقطاع بوصف شعورها في تلك اللحظة، مضيفة: "كان شعورًا ممتزجًا بالألم والفرح، الألم من المعاناة التي يعانيها الفلسطيني ليتمكن من السفر وهو من أبسط حقوق الإنسان، والفرح لأنك تشعر بأنك كالعصفور الذي يخرج لأول مرة من القفص، فتشعر بأجنحتك".
وعبرت القطراوي عن سعادتها كون مشاركتها الشعرية كانت افتتاحية الموسم، إذ قدمت بالبداية قصيدة من بين آلاف القصائد التي شارك بها الشعراء من حول العالم، والتي أهّلتها لمرحلة الـ150 شاعرًا على مستوى الوطن العربي، ثم خاضت تجارب الأداء أمام لجنة التحكيم لتنال إجازتهم بالإجماع من النقاد الثلاثة.
وتوضح القطراوي: "انتقلت بعد ذلك إلى مرحلة الـ42 شاعرًا واجتزت مرحلة الارتجال بنجاح، ثم كنت ضمن قائمة العشرين شاعرًا, حيث حظيت بالظهور التلفزيوني وتمثيل فلسطين في العروض المباشرة على قناتي الإمارات وبينونة"، مبينةً أنها كانت تتوقع الوصول إلى المراحل النهائية.
حين يرتجف الهواء
وقدمت في أولى مشاركتها قصيدة "يتحسسُ المعنى بقلبه", وتقول في مطلعها: "قُطِعَتْ يداهُ ولم يزل يتحسسُ المعنى بقلبِهْ.. لا شيءَ يرسلُ نورهُ حتّى يرى، لا فتحةُ الشباكِ ظاهرةٌ ولا وَلَهُ الشموعِ يثيرُ أيَّ رصاصةٍ كي تسْكتا.. قُطِعَتْ يداه ولم يزل يتحسسُ المعنى بقلبهِ.. إذ حاولَ الإمساكَ بالدرج المعلق لم يجد يدهُ ..".
تمثيل الشاعرة آلاء بمفردها لدولتها فلسطين كان يعني لها الكثير، وعلى ذلك علقت قائلة: "فلسطين لا تشبه غيرها من الدول، هي المرأة العصية على الدمع التي تقاوم مخرز المحتل بكفها العاري والتي تصد الصواريخ بحجر، أشعر بها في كل حرف من قصيدتي وفي كل نفَس من أنفاسي".
وختمت القطراوي حديثها بتمنياتها من حصد اللقب السابع لأكبر مسابقة في الشعر العربي الفصيح، ثم أضافت: "حتى إن لم أحصل على اللقب، فأنا حصلت على ما هو أجمل منه، وهو حب الناس ودعمهم وقربهم، فأن تلمس قصيدتي قلوب الملايين في الوطن العربي، هو فوز أجمل من أجمل فوز".
وللقطراوي التي تعمل معلمة في وكالة "أونروا" وتدرس الدكتوراة بالأدب والنقد، إنجازات متعددة، منها إصدار الديون الشعري (حين يرتجف الهواء) عام 2012، كتاب من المسافة صفر "رسائل تحت الحرب" بالاشتراك مع الكاتبة الفلسطينية رنا العلي عام 2015 ، بجانب ديوان آخر تحت الطبع.