أثارت زيارة رئيس السلطة محمود عباس، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، غضبًا واستنكارًا شديدين في نفوس اللاجئين القاطنين داخل مخيمات اللجوء، وذلك في ظل غياب زيارة المخيمات عن أجندته، والحديث عن كون الزيارة تحمل في شقها الأهم دعم متسابقي برنامج "آرب أيدول".
وقال لاجئون لصحيفة "فلسطين": إن زيارة "عباس" مثلت نكئا حقيقًا لجرحهم الممتد على طول عمر سنوات النكبة، مشددين على أن زيارة المخيمات والوقوف على أحوال اللاجئين في ظل حالة القهر والألم وغياب الدعم السياسي التي تعيشها، من المفترض أن تكون هي الأولى أهمية من أي برنامج آخر.
واختتم الرئيس عباس مساء أول من أمس، زيارته التي استمرت لثلاثة أيام للعاصمة اللبنانية بيروت، وقد التقى الرئيس اللبناني ميشيل عون، فيما أشارت أوساط إعلامية إلى أن الزيارة لبيروت تأتي في شقها الأهم لدعم متسابقين فلسطينيين ضمن برنامج "آرب أيدول" الغنائي الذي يعرض عبر قنوات أم بي سي العربية.
اللاجئ جمال زمزم من مخيم عين الحلوة للاجئين، أشار إلى أن زيارة "عباس" للبنان ليست الأولى التي تجري، وأن كثيرًا من الزيارات التي جرت سابقًا لا تعلق في ذهن اللاجئين أيا كانت مخيماتهم أو انتماءاتهم.
وقال إن زيارة "عباس" للبنان، ربما تكون الأولى التي تثير غضبه واستنكاره سيما وهي تحصل من أجل دعم مغنين فلسطينيين ضمن برنامج الأغاني المقدم "آرب أيدول"، مضيفا: "زيارة رئيس يمثل الشعب الفلسطيني تأتي من أجل برنامج غناء وليس من أجل مخيمات تحرق ليل نهار".
ولفت زمزم إلى أن غضبًا واسعًا لمسه من أحاديث اللاجئين داخل المخيمات عن زيارة "عباس"، مشددا على أن جميع اللاجئين "صامتون" يخافون على مرتباتهم المالية، يتحدثون بمرارة عن الواقع الذي أوصلنا إليه "عباس"، وتخليه صراحة عن أي دعم ومساندة للمخيمات الفلسطينية بلبنان.
وأردف قائلاً: "نشعر جميعًا أن عباس يدوس على دماء الشعب الفلسطيني، وهو يغيب عن زيارة المخيمات ويزور برنامجا يعرض تفاهات"، مؤكدًا أن دعم المخيمات وصمودها هو عمل وطني في الطراز الأول والأخير.
اللاجئ زياد مناع قال إنه ورغم وجود 12 مخيمًا للاجئين الفلسطينيين في الأراضي اللبنانية، واحتواء الأخير على أكبر جالية فلسطينية لاجئة، إلا أن رئيس السلطة الفلسطينية "عباس" ومنذ توليه سدة السلطة لم يزر أيا منها.
وأضاف "هذا مؤسف جدًا"، مكملًا أنه ورغم الاهتمام السلبي من قبل "عباس" بالمخيمات، وعدم قيامه بالحد الأدنى من زيارتها والاهتمام بها على اعتبارها نقاط عودة وجزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني، إلا أن الزيارة الحالية أثارت لديه عاصفة من الغضب والاستنكار، وأنه لمس هذا الشعور أيضًا لدى عامة اللاجئين في مخيمه.
ولفت مناع إلى أن الجميع يتساءل في نفسه ومع من يحب من أصحاب وجيران "ما هو الأولى والأهم لرئيس يمثل الفلسطينيين؟ هل هو دعم برنامج غنائي أم مخيماتنا التي ترزح تحت الفقر المدقع والأوضاع الاجتماعية والأمنية".
وأكد أن زيارة عباس للبنان وإيكال أمر المخيمات للسلطة اللبنانية بشكل كامل، هو تخلٍ واضح وصريح عن ورقة اللاجئين الفلسطينيين وبيعها لـ(إسرائيل) مجانًا، منوهًا إلى أن عباس فعليًا أثر سلبيًا على المخيمات ولم ينصرها أو يساندها.
أما اللاجئ محمد العلي فأبدى استغرابه من زيارة "عباس" للبنان والاعلان عن مشاركته في برنامج "أرب ايدول" و"نسيان من يمثلهم من أبناء شعبه في المخيمات والذين لا يبعدون مئات الأمتار عن مقر الاستوديو".
وشدد على أن "عباس" نكأ فعليًا جرح الفلسطينيين اللاجئين في المخيمات، ونقش في قلوبهم أوجاعًا تتمثل في أنهم سيبقون وحيدين أمام عواصف المحن الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية، ودون سند سياسي فعلي.
ونبه إلى أن المخيمات الفلسطينية لا تلقى وفقا للواقع المجرد أي اهتمام من قبل السلطة الفلسطينية سيما رئيسها "عباس"، وأن أعلى مستوى لزيارة المسؤولين لهذه المخيمات يمثلها سفيرها في لبنان على فترات متباعدة.