فلسطين أون لاين

صوتان

بينيت وغالنيت، ومجموعة الغلاة والتطرف في دولة العدو، يهددون بحرب جديدة على غزة، بل إن غالنيت وزير الإسكان، والجنرال السابق في الجيش، يحدد الربيع القادم موعدًا لهذه الحرب، ويحذر بينيت وزير التعليم واليميني المتطرف، وكل قادة العدو متطرفون، "من انتهاء الحرب بالتعادل، ملمحًا بذلك إلى العدوان الأخير الذي شنته إسرائيل على القطاع وانتهى بإعلان هدنة رغم اختلال موازين القوى العسكرية واستمرار حرب شرسة 51 يوما، ويدعو إلى استخدام أقصى قوة في الحرب المقبلة من أجل وضع حد للقذائف التي تطلق من غزة، قائلًا لمستوطني غلاف غزة: "إن الحل الوحيد هو الحسم العسكري الكامل لوقف هذا الخطر؟!".

من قال إن الحسم العسكري مع غزة هو الحل الوحيد، جاهل، ولم يأخذ العبرة الكافية من حروب ثلاث شنتها حكومات العدو المتتالية على غزة. الحل ليس في الحسم العسكري كما يزعم هذا المتطرف. الحل يكمن في الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، وبإزالة الاحتلال والحصار، ليس من غزة فحسب، بل ومن الضفة والقدس أيضًا.

بينما يدعو بنيت للحرب يدعو رئيس مجلس الأمن القومي السابق الجنرال بالاحتياط غيورا آيلاند لنزع فتيل الانفجار من خلال تخفيف الحصار المفروض على غزة كي لا تبقى داخل «طنجرة ضغط»، وقال: إن حركة حماس تضطر لزيادة الاحتكاك والتوتر مع (إسرائيل) على خلفية الضغوط الاقتصادية والاجتماعية من الشارع الفلسطيني. ويذكّر بأن غزة اليوم بمثابة دولة حدودها واضحة مجاورة فيها حكومة منتخبة، وأن الدول العربية والمجتمع الدولي التزموا بإعادة ترميم القطاع بعد شهر من انتهاء عدوان «الجرف الصامد» في 2014 .
إن في دولة العدو يمكن ملاحظة وجود صوتين متقابلين: الأول: يدعو إلى حرب جديدة مع غزة، ويحرض عليها بطرق مختلفة وفي كل مناسبة، ومنهم بنيت وبعض الجنرالات، وصوت آخر يرى أنه لا حاجة لحرب جديدة مع غزة، ويجب تخفيف الحصار لمنع طنجرة الضغط من الانفجار، لا سيما أن أصحاب هذا الصوت يرون في التهدئة القائمة مصلحة لـ(إسرائيل) ويجب استثمارها، وأن الحرب ليست حلالًا، لا سيما إذا كانت حماس لا تريد الحرب، وتحافظ على التهدئة بقدر ما تستطيع.

صاحب القرار، وهنا أعني حكومة العدو ونتنياهو، يقفون بشكل متأرجح بين هذين الصوتين، ولكن المثير للغضب هو المبالغة في القصف حال وقوع قذيفة هاون، أو صاروخ من غزة، وهذه المبالغة تهدد الاستقرار وتقربنا من الحرب التي لا تريدها الأطراف الآن.

يقول آيلاند: إن حماس حكومة شرعية منتخبة من قبل الفلسطينيين، ومن الحكومات العربية القليلة المنتخبة من قبل جمهور واسع، غير معنية بالتصعيد، وإن هناك حالة تلاقي مصالح بينها وبين حماس رغم كونها عدوة شرسة"، وظني أنه صادق فحماس وغزة لا تريد حربًا واسعة النطاق، ولكن مبالغة دولة العدو في القصف قد تعجل بنشوب حرب جديدة. أقول هذا على خلفية التوتر الحاصل بين الطرفين منذ عدة أيام على خلفية هجمات إسرائيلية هي الأشد منذ 2014، وعلى خلفية تأكيدات وزيرين إسرائيليين أن الصراع الواسع مع غزة مسألة وقت قصير؟!.