فلسطين أون لاين

​الصحفيون في مرمى نيران الاحتلال.. انتهاكات وجرائم لا تتوقف

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

لا يكاد يخلو يوم من انتهاكات وجرائم تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين، وسط سكوت أو تحرك خجول من المؤسسات الحقوقية والإعلامية العربية والدولية، وهو ما شجّعه على ذلك؛ وفق رأي مراقبين.

ومن الواضح أن قوات الاحتلال تضرب عرض الحائط بكل القوانين واللوائح الدولية التي تنص على حماية الصحفيين، فهي تستهدفهم وهم يرتدون الملابس الخاصة بالعمل الصحفي التي تتوسطها شارة الصحافة.

ورصد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في تقرير له، عن المدة ما بين 1 كانون الآخر (يناير) و30 حزيران (يونيو) 2019م، نحو 298 انتهاكًا بحق الصحفيين من الاحتلال ومستوطنيه، ما بين استهداف وقنص متعمد، رغم ارتداء غالبيتهم الدرع الصحفي.

وذكرت معطيات صادرة عن لجنة دعم الصحفيين في مطلع أيلول (سبتمبر) الجاري أن عدد الانتهاكات التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال آب (أغسطس) الماضي؛ بلغ 65 انتهاكًا.

رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف يؤكد أن انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين لم تتوقف، بل تزداد وتيرتها من وقت إلى آخر، وفقًا للأوضاع الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية.

ويبيّن معروف خلال حديثه إلى صحيفة "فلسطين" أن الاستهداف الممنهج للصحفيين، خاصة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية، التي انطلقت في 30 آذار (مارس) الماضي؛ أدى إلى استشهاد اثنين من الصحفيين، وإصابة 350 آخرين، منهم 100 بالرصاص الحي، رغم ارتدائهم الملابس الخاصة بالصحفيين، مشيرًا إلى زيادة وتيرة الاعتقالات، والمنع من التغطيات، وغيرها من الاعتداءات بالضفة.

ويذكر معروف أن "هذه السياسة قديمة جديدة تتبعها قوات الاحتلال محاولة ثني الإعلام الفلسطيني عن مواكبة نضال الشعب الفلسطيني ميدانيًّا، ومنع وصول حقيقة جرائم الاحتلال إلى المجتمع الدولي".

ويرى أن ما شجع الاحتلال على الاستمرار بهذه السياسة هو "الموقف المتخاذل والمتواطئ" من بعض المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين، والمقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير بالأمم المتحدة.

وينتقد معروف "سكوت" المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والإعلام عن مطالب الصحفيين الفلسطينيين: توفير الدعم والمعدات الخاصة لهم، أو تجميد عضوية دولة الاحتلال في المحاكم الدولية، أو تشكيل لجان للتحقيق للاطلاع من كثب على طبيعة اعتداء الاحتلال على حرية التعبير.

ويشدد على ضرورة "وجود تكاتف فلسطيني وحراك حقيقي داعم لحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، خاصة التي تطالها اعتداءات مستمرة".

ويطالب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة السلطة في رام الله باستخدام الدبلوماسية الفلسطينية المنتشرة في الخارج في أكثر من 110 سفارات، بدعم من الجاليات الفلسطينية، لتشكيل "لوبي" ضاغط على الاحتلال والمؤسسات الدولية المعنية، مؤكدًا أهمية التحرك على الصعيد القانوني بهذا الشأن.

"سياسة مدروسة"

ويتفق رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني توفيق السيد سليم مع معروف، قائلًا: "إن انتهاكات الاحتلال خطر على حياة الصحفيين، ويحاول بها إعاقة أداء رسالتهم الإعلامية".

ويؤكد سليم خلال حديثه إلى صحيفة "فلسطين" أن تلك الانتهاكات تندرج ضمن "سياسة مدروسة من الاحتلال للتضييق على الصحفيين، في محاولة لإرهابهم من أداء دورهم الوطني".

ويعبّر عن فخره بأداء الصحفيين الفلسطينيين في تغطية الأحداث الميدانية بغزة والضفة، عادًّا إياه "حالة متقدمة من النضال في مواجهة محاولات الاحتلال للنيل من القضية الفلسطينية".

ويشدد على أن "كل محاولات الاحتلال لثني الصحفيين باءت بالفشل"، مؤكدًا أهمية استمرار وجود الصحفيين في الميدان، لإيصال رسالة إلى الاحتلال والعالم أجمع، مفادها "أن الصحفي الفلسطيني لا يتوانى عن فضح جرائم الاحتلال، حتى لو دفع حياته ثمنًا مقابل نقل الحقيقية".

ويتابع: "مستمرون في التواصل مع المؤسسات الحقوقية الدولية، لكنّها لم تحرك ساكنًا حتى الآن"، منبّهًا إلى أن المجتمع الدولي يتعامل بازدواجية عندما يتعلق الأمر بجرائم الاحتلال ضد الصحفيين.

وينتقد رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني "تقصير" السلطة ونقابة الصحفيين التابعة لها في الدفاع عن الصحفيين الفلسطينيين، وملاحقة الاحتلال على جرائمه ضدهم، وتوفير الحماية اللازمة لهم.