في أعقاب التطور التكنولوجي الهائل في عالم الإنترنت الذي غزا أرجاء الكرة الأرضية، وجعل العالم كـ"قرية صغيرة"، تكشفت الكثير من المشكلات التكنولوجية والأمنية التي يواجهها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي.
وتنشط "خلايا ضارة" متمثلة في بعض الأشخاص العابثين بأمن المعلومات، وكذلك مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، في المدة الأخيرة تحديدًا، بهدف إسقاط العديد من مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لاسيّما فئة الشباب، وابتزازهم إلكترونيًّا، وقد يصل الأمر إلى وحل العمالة.
وتختلف آليات مخابرات الاحتلال في إسقاط مستخدمي الإنترنت، وأبرزها إرسال روابط اختراق عبر مواقع التواصل بهدف سرقة معلومات من أجهزة الحاسوب أو صور خاصة، واستخدامها من أجل الابتزاز وطلب الحصول على معلومات.
ويُنبّه مختصون في أمن المعلومات إلى ضرورة التعامل بحذر مع المصادر والروابط المجهولة عند استخدام الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي خاصة.
وحذر المختص في التوعية الاجتماعية والإعلام محمد أبو هربيد من المخاطر التي تلحق بمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، نتيجة الاستخدام الخطأ له.
وعدّ أبو هربيد خلال حديثه إلى صحيفة "فلسطين" المخاطر التي تحدق بالمستخدمين في عالم الإنترنت الافتراضي "أكثر خطورة من العالم الحقيقي، لكون منفذي الجرائم الإلكترونية أناسًا مجهولين".
ورأى أن أبرز المخاطر المنتشرة في الوقت الراهن هي الابتزاز الإلكتروني، الذي فيه تصطاد الضحايا بانتحال شخصيات متخفية، لإيقاعها في وحل العمالة أو الحصول على مبالغ مادية، وهو ما يُعرف بـ"الإسقاط الأمني".
وأوضح أن هذا الأسلوب جديد، تستخدمه مخابرات الاحتلال بهدف الوصول للضحايا والتعرف إلى آرائهم من أحداث معينة، مثل مسيرات العودة أو المقاومة، منبّهًا إلى وجود مجموعات لدى الاحتلال تراقب مواقع التواصل لجمع المعلومات منها.
وحذر أبو هربيد من مخاطر أخرى مثل وجود جهات تبث دعايات وأخبارًا مفبركة بهدف تضليل الرأي العام، وهو ما يُعرف بـ"تزييف الوعي"، لتغيير رؤى الناس أو لفت انتباههم إلى قضايا أخرى.
ونبّه أيضًا إلى الاختراقات التقنية عبر مواقع التواصل، بإرسال بعض الصفحات المشبوهة روابط ملغومة بفيروسات تجسس، لاختراق جهاز الضحية والحصول على بياناته الشخصية.
وشدد على ضرورة "عدم إعطاء الثقة الزائدة في مواقع التواصل، وإنشاء العلاقات الاجتماعية من طريقها، ما يُعرض المستخدمين للخطورة الأمنية".
وقدّم أبو هربيد جُملة من النصائح الأمنية المهمة لمستخدمي مواقع التواصل، أبرزها عدم الانكشاف الكامل وإعطاء كل المعلومات الشخصية الخاصة، ونشر الصور الشخصية باستمرار، خاصة "الفتيات".
وأكد ضرورة عدم نشر المستخدمين كل ما يدور حولهم، والحذر من الأخبار المفبركة التي تبثها بعض المواقع والحسابات المزيفة، مشيرًا إلى وجود جهات مشبوهة ترسل رسائل مغلوطة، بهدف حرف الجمهور.
وحذّر من التعامل مع الصفحات والمجموعات التي تدّعي تقديم المساعدات المالية، أو إمكانية السفر، وعرض الخطوبة على الفتيات.
بدوره رأى الباحث في قضايا السياسة والإعلام حيد المصدر أن التكنولوجيا الحديثة سمحت بالتعبير الحر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يتيح المجال للنشطاء لتداول القضايا السياسية لحظة حدوثها.
وأوضح المصدر خلال حديثه إلى صحيفة "فلسطين" أن بعض الأشخاص تستغل تلك الأحداث من أجل حرف النقاشات، وافتعال مشاكل عبر مواقع التواصل، خدمة لأهداف أخرى تخدم فئات مُعينة، وإحداث شرخ في الحاضنة الشعبية.
ورأى أن أخطر ما يواجهه مستخدمي الإنترنت هو سرقة البيانات الخاصة بالأشخاص والابتزاز الإلكتروني، ضمن ما يُعرف بـ"الهندسة الاجتماعية".
ونصح المصدر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي -خاصة (فيس بوك)- بعدم قبول طلبات الصداقة من أشخاص مجهولين، وعدم الخوض في محادثات مع مجهولين، وعدم فتح الروابط المجهولة.