فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

ملياردير أستراليّ يتعهَّد بتقديم 18 مليون دولار كمساعدات إنسانيَّة لغزَّة

الإبادة في يومها ال 365.. قصف مدفعيّ متواصل وغارات عنيفةً بـ "الأحزمة النَّاريَّة" على شمال قطاع غزَّة

"عقب الغارات الوحشيَّة على الضَّاحية الجنوبيَّة".. حزب اللَّه يُعلق على "شائعات" اغتيال صفي الدِّين

قطف ثمار الزَّيتون.. إصرار لمزارعي قطاع غزَّة وسط الحرب

عام على الإبادة.. دعوات مغربيَّة لمسيرة تضامنيَّة مع غزَّة غدًا الأحد

نقص حادّ في الأجهزة الإلكترونيَّة وارتفاع أسعار الصِّيانة في غزَّة

الاحتلال يقرُّ بخسائر جديدة في معارك غزَّة ولبنان.. وضابط "إسرائيليّ" يكشف: الجيش لا يملك ما يكفي من الرِّجال أو الدَّبَّابات

"عبر الزَّمن، الفاشيَّة لا تظهر فجأة".. هآرتس: تحذيرات من تمرُّد مدنيّ يقود إلى حرب أهليَّة في "إسرائيل"

باحث تركيّ لـ "فلسطين أون لاين": (إسرائيل) لم تحقق أهم الأهداف التي وضعتها لحربها على غزَّة

"تثير الدَّهشة بالفعل".. تقارير عبريَّة: الجيش يواجه تعقيدات في التَّعامل مع المسيرات العراقيَّة

​السهرات الشبابية.. طابع تقليدي دافعها التفاخر والمباهاة

...
أصبح البعض يستخدمها في التباهي والتفاخر الاجتماعي
غزة/ هدى الدلو:

بات التباهي والتفاخر جزءًا من الأعراف الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالأفراح، وقد أصبحت المباهاة والمغالاة تتحكم في الأعراس ظاهرة دخيلة على المجتمع الفلسطيني، إذ تتفاخر العائلات في تفاصيل الأفراح من مهر وذهب، وحجز للصالة، إلى جانب السهرة الشبابية التي تكبد الشاب تكاليف باهظة قد تصل إلى 7000 شيكل وأكثر لحجز فرقة إنشادية، وكراس ومنصة، ومولد كهربائي خوفًا من انقطاع التيار في أثناء الحفلة، وأحبال للزينة، وعشاء بعد انتهاء الحفلة، ومن شأن هذه المحطات المختلفة في الفرح أن تثقل كاهل الشاب وأهله، وتجعلها كابوسًا يطارده تزامنًا مع الظروف الاقتصادية الصعبة.

الشاب عبد الرحمن عوض عدَّ انتشار السهرات الشبابية بهذا البذخ أمرًا سلبيًّا جدًّا، حتى على من يملك المال الكافي، وتساءل في أثناء حديثه إلى "فلسطين" عن الدافع وراء تلك السهرات بتكاليف مرتفعة مثل ذلك، قائلًا: "لا أرى منها أي فائدة سوى تحميل الشخص أعباء مالية وديونًا تفوق طاقته".

وتابع عوض: "إن الفرحة تنبع من القلب بوجود من تحبهم حولك، والأمر ليس بالتكاليف".

وذكر أن الشباب الذين يقيمون حفلات شبابية بتكاليف عالية ووضعهم المالي لا يسمح بذلك ستتراكم عليهم الديون، وذلك سيسبب ظهور مشاكل كبيرة بين الرجل والزوجة، لافتًا إلى أن هذا البذخ وهذه المبالغة ليسا من الدين بشيء، فذلك بعيد عنه، فضلًا عما ينتج عنه من مشاكل بين الشباب.

وأضاف: "باختصار أنا لست ضد الحفلة والسهرة للشباب، لكن يجب أن تكون ضمن حدود المعقول، أي دون إفراط أو تفريط، وأعتقد أن سهرة شبابية بسيطة بحدود 1500 شيكل تفي بالغرض".

لا داعي لها

أما الشاب أحمد المقيد فتحدث عن تجربته في زواجه، وقال: "كان معي نقود على قدر مهر العروس، وطعام الغداء للأقارب والأصدقاء، أما باقي تفاصيل الزواج فاضطررت إلى الاستدانة لأجلها، ما دفعني إلى إلغاء السهرة الشبابية والاكتفاء بجلسة شبابية عادية".

ورأى أنه لا داعي أن يكلف الشاب نفسه من أجل سهرة شبابية، الأمر الذي سيدفعه للاستدانة لاستئجار فرقة موسيقية، والإضاءة، والكراسي، وغيرها من المتطلبات، وهو ما سيؤدي إلى تراكم الديون عليه.

وقال عبد كويك: "السهرات الشبابية هي طابع تقليدي ورثناه عن آبائنا، يعبر به أصحاب العريس وأقرباؤه وجيرانه عن فرحتهم بزواجه، وانتقاله من مرحلة العزوبية إلى حياة جديدة كلها مسؤولية وجدية".

ولا يرى كويك في السهرات الشبابية الكثير من المميزات غير أجواء الفرحة التي تعم المكان بصخبها، مضيفًا: "الفرحة مطلوبة في الوضع الذي نعيش فيه، ولكنها تحمل الكثير من السلبيات لما تسببه من ضوضاء وإزعاج للسكان للمحيطين".

وأوضح أن الحفلات باتت تخرج عن مسارها وعن الطابع الثقافي والتقليدي والديني للمجتمع الفلسطيني، بفقرات قد تصنف مخلة بالآداب وفيها تشبه بحفلات الغرب؛ فهو أمر خطير يعزز ثقافة الغرب بين الشباب.

وتابع حديثه: "إنها ليست أمرًا ضروريًّا، فهي من مكملات الفرح لا أكثر، ويمكن للشاب التقليل من تكاليفها فبدلًا من استئجار مغنًّ بأجر باهظ واختيار مسرح كبير، إلى جانب الكماليات والإضاءة والطعام والمشروبات، وكل هذه التفاصيل؛ يمكن الاستغناء عنها بسماعة تؤدي مهمة المغني، ولو كان المكان ساحة المنزل أو صالة صغيرة لربما يمكن التوفير بنسبة أكثر من النصف من حفلة صاخبة تكلف العريس وأهله أموالًا طائلة".

ونبَّه كويك إلى أنه من الخطأ أن ننظر إلى الحفلات أنها أمر مهم ولا ينبغي الاستغناء عنه، فعواقبها كثيرة بتراكم المزيد من الديون التي يعجز بعض عن سدادها عدة سنوات.

يوم في العمر

أما نائل سليم فكان له رأي مخالف، وبين أن الظروف الاقتصادية الصعبة لا تعني أن يحرم نفسه، فهو يريد أن يفعل كل ما يحلو له يوم زفافه، فالفرح لا يدق الباب دائمًا، وهو يوم في العمر.

وقد اقترح عليه والده إلغاء الحفلة الشبابية، وأن يعطيه تكلفة الحفلة له، ولكنه يرى أن السهرة من أجمل مراسم الفرح، فيجتمع فيها مع أقاربه وأصدقائه ليحلو معهم السهر، وقضاء أجمل الأوقات، كما أنه يبقى يومًا للذكرى.

من جهته قال الاختصاصي الاجتماعي حسام جبر: "إن تلك الحفلات والسهرات تعبر عن ثقافة وعادات وتقاليد اندرجت في المجتمع الفلسطيني أخيرًا، ويعد بعض مظاهر البذخ فيها تعبيرًا عن شكل من أشكال الفرح، فرفاهية الوضع المعيشي عند بعض سمحت لهم بممارسة هذه الظاهرة، ما دفع الآخرين نحو التقليد بغض النظر عن وضعهم المادي".

ولفت إلى أن المشكلة تكمن في التحديات التي ستنبثق بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية التي من شأنها أن تعكر صفو هذه الفرحة، فالحفلات الشبابية في المجتمع أصبح بعض يستخدمها في التباهي والتفاخر الاجتماعي، ما يسبب ظهور مشاكل اقتصادية واجتماعية.

وأشار جبر إلى أن التكاليف المادية لأجل التباهي والتي يمكن الاستغناء عنها تزيد من صعوبة الحياة، وتخلق مشاكل مبكرة بين العروسين قد تصل إلى حد الطلاق، فتعكر صفو حياتهما بسبب مظاهر لا داعي لها.

ونصح الشباب بعدم الانجرار وراء المظاهر الكاذبة، فالفرحة ليست بكثرة التكاليف؛ فمضمون المجتمع ربط الفرحة بالتكاليف، وعليه أن يراعي وضعه المالي عند الاحتفال لعدم الوقوع في مشاكل مادية ناجمة عن سوء التخطيط.