فلسطين أون لاين

​الإهمال الطبي يعزز المخاوف من استشهاده

سامي أبو دياك.. قصة أسير يقاسي العذاب

...
الأسير سامي أبو دياك (أرشيف)
جنين-غزة/ جمال غيث:

كلما دق جرس المنزل أو الهاتف انقبض قلب آمنة أبو دياك بشدة، إذ تشعر بأن شيئًا ما يخبرها باحتمال استشهاد نجلها سامي أبو دياك، الذي يقضي حكمًا بالسجن ثلاثة مؤبدات و30 سنة، خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ويتنقل الأسير أبو دياك (36 عامًا) بين الفينة والأخرى -وفق إفادة والدته- من عيادة سجن الرملة إلى مستشفى "أساف هروفيه" في فلسطين المحتلة سنة 1948م، نظرًا للتدهور المستمر والخطير في حالته الصحية، إذ بات بمرحلة صعبة جدًّا.

وأبو دياك، المنحدر من بلدة سيلة الظهر في محافظة جنين بالضفة الغربية، من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال بعد إصابته بمرض السرطان، وفق تأكيد نادي الأسير.

مخاوف من استشهاده

بدموع الحزن تقول والدة أبو دياك: "سامي تعبان جدًّا جدًّا، ونخشى أن يصلنا نبأ استشهاده في أي لحظة، بسبب إصابته بمرض السرطان الذي بدأ ينتشر في جسمه انتشارًا كبيرًا ويهدد حياته".

وتتمنى أبو دياك أن يفرج عن نجلها، وأن يحظى بالرعاية الصحية قبل أن يستشهد خلف القضبان السجن، مشيرة إلى أن ابنها لا يريد أن يفارق الحياة وهو مقيد اليدين أو القدمين، كما لا يريد أن يكون مصيره في مقابر الأرقام.

ولطالما حرم الاحتلال أم الأسير زيارته بذريعة نقله إلى "أساف هروفيه"، أو تعبه الشديد وعدم مقدرته على الجلوس.

وأسر أبو دياك سنة 2002م، ولم يكن وقتها تجاوز من عمره 19 عامًا، في كمين عسكري للاحتلال الإسرائيلي قرب جنين.

وتؤكد الوالدة أن ابنها كان يتمتع بصحة جيدة ووزنه يبلغ 95 كيلوجرامًا؛ لكنه الآن لا يتجاوز 39 كيلوجرامًا بسبب الإهمال الطبي.

وتشكو من أن إدارة سجون الاحتلال لا تقدم لنجلها احتياجاته من الأدوية، وتقصرها على بعض المسكنات الطبية، في حين ينقل إلى المستشفى ويقدم له العلاج في حال طرأ تدهور خطير على وضعه الصحي، ثم يعاد إلى عيادة سجن الرملة التي وصفتها بمقبرة الأحياء ومكان للتجارب على أجساد الأسرى.

وإلى جوار آمنة، يجلس عاهد أبو دياك والد الأسير سامي، دون أن يقوى على تمالك مشاعره، يقول: "إن جسد سامي أصبح يرفض العلاج بسبب انتشار السرطان في مختلف أنحاء جسده".

وعن إصابته بمرض السرطان يقول عاهد أبو دياك، الأب لأربعة أبناء وبنتين: "إن إدارة سجون الاحتلال نقلت سامي سنة 2015م إلى عيادة سجن الرملة بعد سقوطه أرضًا، ليتبين بعدها أنه لديه ورم في الأمعاء، وتطلب ذلك إجراء عملية استئصال 80 سم3 منها"، مؤكدًا أن نجله عانى سياسة الإهمال الطبي، وأن الخطأ في التشخيص والعلاج أدى إلى تفاقم حالته إلى هذا الحد.

وبسبب الإهمال الطبي الذي مورس بحق سامي أجريت له ست عمليات جراحية خلال الأعوام الأربعة الماضية، وفق حديث والده، وبقي تحت تأثير المخدر مدة شهر موصولة به أجهزة التنفس الصناعي، وأصيب نتيجة ذلك بفشل كلوي ورئوي.

ويضيف: "منذ ذلك الحين حتى الآن وضع ابني الصحي من سيئ إلى أسوأ"، مؤكدًا أنه قبل أسره لم يكن يعاني أي أمراض، ونتيجة الإهمال الطبي المتعمد الذي مورس بحقه أصيب بمرض السرطان في الأمعاء في مرحلة متقدمة، ثم تفشى المرض بجسده.

ويكمل بنبرة حزينة: "أخشى في كل لحظة أن يصلني خبر استشهاد سامي، ليلتحق بركب زميله بالأسر الشهيد بسام السايح، الذي ارتقى على سرير المرض في عيادة سجن الرملة في التاسع من الشهر الجاري".

ووقع خبر استشهاد الأسير السايح كالصاعقة على والدي الأسير أبو دياك، اللذين كانا يريانه لما يتمكنان من زيارة ابنهما، إذ كان يحاول أن يخفف من حزنهما.

وكانت مؤسسات حقوقية تعنى بشؤون الأسرى في سجون الاحتلال حذرت في وقت سابق من أن الأسير أبو دياك قد يكون الضحية القادمة لإدارة سجون الاحتلال.