فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

​الوعي والذكاء.. سلاحان لـ"آدم" أمام شكاوى الزوجة

...
خصلة كثرة الشكاوى لا تدل على وعي أو فهم
غزة/ نبيل سنونو:

"الانفعال" قد يكون أسهل ما يمكن للرجل اللجوء إليه، إذا كانت زوجته "كثيرة الشكوى"، لكن ليس هذا ما يوصي به خبراء علم الاجتماع والنفس.

وتوصف الزوجة التي تطيل التذمر بأنها "أنانة"، ويجب على الرجل اتباع أساليب خاصة في التعامل مع هذا السلوك، على نحو لا يؤدي إلى الصدام.

"إن خصلة كثرة الشكاوى لا تدل على وعي أو فهم" بهذا يبدأ خبير علم النفس د. درداح الشاعر حديثه إلى صحيفة "فلسطين".

ويضيف الشاعر: "إن المرأة المكروهة هي كثيرة التمارض والشكوى أو الكلام"، ضاربًا على الزوجة التي يغلبها هذا السلوك المثل الشعبي: "ما بينبل في تمها فولة".

ويعتقد أن الرجل بعكس ذلك يغلب عليه أنه يحاول أن يستمع أكثر مما يتكلم، مبينًا أنه يمكن للرجل -إذا كانت زوجته تتمادى في الشكوى- أن يختار مسالك منها: إطلاق العنان وإفساح الفرصة لها لتتحدث بما تشاء دون أن يقاطعها، وبذلك تشعر بأنها لم تجد تفاعلًا، في محاولة لكفها عن هذا الأسلوب.

المسلك الثاني –والكلام لا يزال للشاعر- هو أن يقول لها خلال الشكوى: "إنني أصغي إليك جيدًا، لكن عند هذا المستوى من الحديث استوعبت ما تودين إيصاله، وشكرًا"، وذلك ليختصر عليها الطريق بنوع من "الذكاء والوعي" اللذين يعدان "سلاحين" يتعين على الرجل امتلاكهما.

أما المسلك الآخر فهو أن يلجأ الرجل إلى الإعراض وعدم الاستماع للزوجة على الإطلاق أسلوبًا دالًّا على عدم الرضا في أثناء شكواها، على أن تتبع ذلك إدارة للحديث بطريقة أخرى تنقل الحديث إلى موضوع آخر، كما يقول الشاعر.

ويمثل على ذلك بقوله: "إذا كانت الزوجة تمارس الشكوى، يمكن له أن يحول مسار الحديث بمدحها ومخاطبتها بأنها امرأة رائعة ومميزة، وأن يقول لها: "دعينا نتحدث عن المأكل والمشرب أو أن نخرج للمتنزهات أو نجري زيارة"، وما شابه ذلك".

ويوضح الشاعر أن ذلك يعني تقديم الزوج بديلًا عن موضوع الشكوى، بتوجيهها إلى سلوك طيب يجذبها.

"بلا مسوغ"

ويتعين على الرجل التفريق بين الشكاوى المحقة للمرأة وتلك التي لا مسوغ لها، إذ إن الشاعر يقول: "الرجل بطبيعته يفهم زوجته تمامًا، ويعرف أين نقاط الضعف المعيشية التي تكون هذه الزوجة كثيرة الشكوى منها، فإذا اشتكت -مثلًا- من قلة الطعام عليه أن يوفره لها، لكن إذا فعل ذلك وظلت تشتكي تحول الأمر إلى ما يشبه المرض".

ويحدد الشاعر إلى جانب "قوامة" الرجل على زوجته أدوارًا مهمة له، منها الدور التربوي، مفسرًا: "الأصل أنه يتحول في لحظة من اللحظات إلى معلم يعرف كيف يغير السلوك غير الإيجابي، ويوجه المسائل إلى ما هو مرغوب به، وصولًا إلى الشعور بالرضا".

وينبه إلى أنه إذا استطاع الزوج أن يسد كل الثغرات التي يمكن لهذا النوع من الزوجات أن يستغلها؛ فإنها لن تجد فرصة للشكوى.

وينصح الشاعر الأزواج بسد كل الذرائع، وأن يدركوا طبيعة وظائفهم التربوية أو التعليمية ليبينوا لزوجاتهم كل ما هو جميل، وما هو عكس ذلك، وأن يصبروا عليهن ويستوعبوهن ويتجاوزوا عن كثير مما قد يعكر العلاقة الأسرية.

ويستشهد ببيت الشعر: "ليس الغبي بسيد في قومه ولكن سيد قومه المتغابي"، للدلالة على أنه يجب على الرجل عدم الرد على كل شيء بسلبية؛ لأن من شأن ذلك تنغيص الحياة الزوجية.

ويتفق خبير علم الاجتماع د. وليد شبير مع القول: "إن على الرجل أن يتحلى بالذكاء والصبر على زوجته، إذا كانت تشكو كثيرًا ولم يكن بمقدوره تلبية ما تريد، وأن يعمل على إقناعها مرة واثنتين وثلاثة".

لكن شبير يضيف في دردشة مع صحيفة "فلسطين": "إذا كانت شكوى الزوجة عائدة إلى طلب بمقدور الزوج وبحدود إمكاناته المتاحة تلبيته؛ فإنه يجب عليه ذلك".

ويحذر من أن تتحول الشكوى إلى طبع، قائلًا في الوقت نفسه: "قد تكون الشكاوى بسبب موروثات اجتماعية عن أسرة الزوجة أو عن صديقاتها أو أنها قد تكون مدفوعة من أهلها أو جاراتها".

ويتمم شبير: "إذا كانت الشكاوى لأجل الشكاوى فيمكن للزوج أن يستعين بمن تثق بهم زوجته للتأثير إيجابًا فيها، لكن ينبغي ابتداء أن يتحقق من أنه سلك كل الطرق لمعالجة الأمر فيما بينه وبين زوجته، قبل اللجوء إلى الآخرين".