بعد 14 عاما من تمكنها من دحر الاستيطان الذي كان جاثما في قطاع غزة, وجهت المقاومة الفلسطينية بتنامي قدراتها العسكرية، "ضربة قاصمة" لخطة رئيس حكومة الاحتلال الأسبق ارئيل شارون التي كانت ترمي الى القضاء على النضال المسلح لتحقيق أمن دولة الاحتلال.
وكان يجثم على قطاع غزة قبل دحر المستوطنين عنها 23 مستوطنة انشئت على مراحل متفاوتة بعد احتلال قطاع غزة عام 1967 والتي قطعت اوصال القطاع الى ثلاث مناطق جغرافية وهي رفح وخانيونس في الجنوب والمحافظة الوسطى وغزة وشمالها.
يقول المحلل السياسي فرحان علقم لـ"صحيفة فلسطين": "جاءت خطة شارون من أجل واقع أمني أفضل، على الأقل في المدى البعيد بالنسبة للمستوطنين مع ازدياد ضربات المقاومة عنفوانا وقوة ضد المحتلين".
وأضاف علقم أن اندحار الاحتلال عن غزة مكن المقاومة من تعزيز قدراتها العسكرية والسعي لإدخال جميع انواع الاسلحة الجديدة ونقل الخبرات الخارجية من تصنيع ورفع كفاءة الأسلحة وتطوير القوة الصاروخية للمقاومة من أجل خلق توازن الرعب لدي المحتل.
وبيّن علقم أن خطة شارون سعت لخلق أجهزة أمنية فلسطينية (أجهزة السلطة) متعاونة مع (إسرائيل) كي تحافظ على أمن المحتل ومحاربة المقاومة وهو ما "أفشلته المقاومة من خلال الحسم العسكري الذي مكن للمقاومة على الأرض", ومهد الأرض لأجنحة المقاومة للعمل بحرية.
وتابع علقم: "لقد دفع أهل غزة دماء وأشلاء وحصار وجوع من أجل تثبيت حقهم والحصول على حريتهم والانعتاق من الاحتلال والحيلولة دون تدخل المحتل في حياتهم اليومية خصوصا معبر رفح الذي كان يسعى المحتل لسيطرة عليه".
وأشار إلى أن ابداع المقاومة وقدرتها على مواجهة الحروب والدمار والحصار، دفعها لتنويع أساليبها في مواجهة الاحتلال والتي كان آخرها مسيرة العودة الكبرى والتي اعادت الاحتكاك الشعبي المباشر مع الاحتلال لتذكير العالم أن الاحتلال ما يزال يحاصر قطاع غزة.
مقاومة الضفة
من جانبه، يقول المحلل السياسي والباحث في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد لصحيفة "فلسطين": "إن القيادة الاسرائيلية تعيش تحت ضغط إدارة الصراع وليس لديها خطة استراتيجية تتعامل بردات الفعل, وهو ما أجبرها على الاندحار من غزة, تحت ضغط ضربات المقاومة, وكاد أن يجبرها على الاندحار من الضفة الغربية".
وأضاف: "لو أن هناك حراك مقاوم حقيقي بالضفة لبتنا نشهد أصوات تطالب بالانسحاب من الضفة اكثر مما تنادي بالضم".
وحول سؤال هل حققت خطة شارون مبتغاها من غزة، قال: "إن غزة باتت اللاعب الأكبر وتشكل تهديد استراتيجي لأمن الاحتلال. ومن ناحية العدة والعتاد فلديها قوة صاروخية تستطيع تهديد كل المدن الفلسطينية المحتلة بالداخل المحتل, وجيش لديه عقيدة قتالية وهو ما لا تمتلكه (اسرائيل)".
والجدير بالذكر أن خطة شارون والتي أعلن عنها في إبريل/ نيسان من عام 2004 قبيل الاندحار من غزة كانت تهدف إلى تقزيم المقاومة وتحجيم غزة من دائرة الصراع.