فلسطين أون لاين

​مُحَرَّرون لعباس: أهالي الأسرى أولى باللقاء من عائلة "منغستو"

...
غزة/ حازم الحلو:

اعتبر أسرى محررون اجتماع رئيس السلطة محمود عباس بعائلة الجندي الاسرائيلي المأسور في غزة ذي الأصول الأثيوبية ابراهام منغستو والتعاطف معهم، "وصمة عار"، مؤكدين أن عباس "انسلخ عن كل لوازم الوطنية والانتماء للقضية الفلسطينية".

وأكد المحررون أن ذوي الأسرى أولى وأجدر بالالتقاء بهم من عائلة الجندي الاسرائيلي.

وكان الصحفي الاسرائيلي "جال برجر" مراسل قناة "كان" العبرية، كشف بالصور، أول من أمس، أن عباس التقى بوفد من الطائفة الأثيوبية في دولة الاحتلال، وضم الوفد عائلة الجندي الأسير لدى المقاومة "منغستو" وعضو الكنيست السابق "شلومي مولا".

ونقل المراسل عن مصادر فلسطينية قولها: إنّ عباس وعد عائلة "منغستو" بأنه سيبذل جهده لإعادة نجلهم الجندي الأسير بغزة، وكما عبر عباس عن تعاطفه مع عائلة الجندي وعن شعوره بمعاناتهم.

وأبدى الأسرى المحررون في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين" غضبهم من اجتماع عباس بعائلة منغستو، بينما لم يلتفت لمعاناة آلاف الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال ويعانون معاناة مضاعفة.

ويقول مدير مكتب اعلام الاسرى في غزة الاسير المحرر ناهد الفاخوري: إن عباس داس على كرامة آلاف الاسرى ودفن معانتهم في تراب الاستهتار بما قدموا من تضحيات، كانت سببا أساسيا في قيام السلطة وتمتع عباس بمنصبه الرئاسي.

وأضاف أن "صحيفة أعمال عباس تلطخت بهذا الموقف المخزي"، متسائلا عن موقف عباس من استشهاد الاسير بسام السايح في سجون الاحتلال قبل أيام فقط، وكيف أنه – أي عباس – لم يكلف نفسه عناء استقبال عائلة الاسير أو التخفيف من أحزانها المثقلة.

وكان الاسير السايح استشهد في سجون الاحتلال بسبب سياسة الاهمال الطبي التي تتبعها سلطات الاحتلال مع الاسرى الفلسطينيين، حيث أصيب بمرض عضال غداة اعتقاله لدى أجهزة أمن السلطة قبل أعوام، ومن ثم أكمل مسيرة المرض داخل سجون الاحتلال حتى استشهاده.

ويؤكد المحرر الفاخوري أن نحو 6 آلاف أسير فلسطيني يعانون الأمرين في سجون الاحتلال، بينما يكتفي عباس ومعه باقي المسئولين الفلسطينيين الرسميين بموقف المتفرج على عذاباتهم دون ان يحرك ساكنا او يسعى للإفراج عنهم.

بدوره، تساءل بسخرية الأسير المحرر سعيد بشارات: إن كان عباس يدرك أن سجون الاحتلال تضم بين جنباتها 20 أسيرا مريضا بأمراض خطيرة، وكيف أن الشخص الذي يفترض بأنه مسئول عن الشعب الفلسطيني لا يفعل شيئا من أجل هؤلاء المرضى.

وأشار إلى أن استقبال عباس لعائلة منغستو لم تكن أولى الخطوات المخزية في سجله المرتبط بقضايا الأسرى، ففي عهده سجلت سابقة قطع رواتب الأسرى وذويهم، فضلا عن التضييق على المحررين واعتقالهم في الضفة الغربية.

ويصف بشارات لقاء عباس بعائلة منغستو بأنه "لقاء مخزٍ لا علاقة له بالانتماء للقضية الفلسطينية"، لافتا الى ان الاحتلال ذاته قد يكون مستغربا من هذا السقوط والخزي.

ويجزم المحرر بشارات بأن عباس "لم يعد يمثل الشعب الفلسطيني"، واصفا اياه بأنه "شخص متنكر لتضحيات الاسرى ووظيفته أمنية بحتة بالنسبة للاحتلال".

ويشدد على أن عباس بتصرفه هذا فإنه لا يمثل الا نفسه، وأن الشعب الفلسطيني لن يرضى بأن يكون عباس جزءا من التاريخ الناصع الذي عمدته دماء الشهداء وتضحيات الاسرى.

أما المحرر صلاح الدين العواودة، فيشير الى أن لقاء عباس "لم يكن سوى حلقة من حلقات الخنوع للاحتلال، فهو الشخص الذي لم يجد غضاضة في التعبير عن تضامنه مع المستوطنين الثلاثة الذين خطفتهم وقتلتهم المقاومة في العام 2014، وقبل ذلك في طلبه من المقاومة تسليم شاليط للاحتلال دون مقابل، وغير ذلك من المحطات التي تنكر فيها للشعب الفلسطيني وتعاطف مع الاحتلال.

وأوضح العواودة أن عباس لم يكتفِ برفض استقبال أهالي الأسرى الفلسطينيين، بل ويقطع رواتبهم ويدفعهم الى حافة التسول والعوز، فلا هو تضامن معهم وساندهم، ولا تركهم بشأنهم.