كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليوم تفاصيل حول شخص عربي وصف بأنه "رفيع المستوى" من إحدى الدول العربية، جرى تجنيده للعمل لصالح أحد أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية حيث نقل معلومات وأسرارا بالغة الحساسية عن دولته دون أن يكون لديه علم بذلك.
وقد منحت المخابرات الإسرائيلية لعميلها كنية "طوربيدو" حيث يواصل منذ خمس سنوات نقل المعلومات لإسرائيل.
ويكشف تحقيق الصحيفة -المبني على شهادة مشغله من وحدة الاستخبارات العسكرية المعروفة باسم 504 والمسؤولة عن تجنيد العملاء بالدول العربية- تفاصيل حول كيفية تجنيد العملاء لخدمة مصالح إسرائيل، حتى دون علمهم بذلك.
ويوصف ملف هذا العميل بأنه حقق نجاحا منقطع النظير في تاريخ عمل هذه الوحدة.
وبحسب التحقيق -الذي امتد على عدة صفحات في ملحق يديعوت أحرونوت الأسبوعي- فإن تجنيد هذا الشخص للعمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية تم بعد عملية رصد وتعقب دقيقة استمرت عدة أشهر، تخللها جمع معلومات دقيقة عنه وعن أقاربه وعن أعماله والمجالات التي يهتم بها، ثم بعد ذلك تم بناء قصة متكاملة المعالم على شكل سيناريو لفيلم هوليودي -كما تقول الصحيفة- من أجل التقرب منه وتجنيده دون علمه.
وتقول الصحيفة إن عملية التجنيد تمت عن طريق شخص مقرب للهدف الذي اقترح اسمه في أحد اللقاءات على أنه شخصية نافذة في الدولة، وأنه بإمكانه أن يقدم العون في أي تعاون تجاري محتمل.
وتورد تفاصيل حول استدراج الهدف إلى لقاء مع قائد مسؤول في وحدة الاستخبارات الإسرائيلية على أنه رجل أعمال كبير، حيث تم التحضير للقاء بعناية فائقة وترتيب لوجستي مدروس، فنقل الهدف بسيارة فارهة إلى مكان اللقاء الذي كان فاخرا، وذلك بهدف بناء الثقة والتعارف وإيهام الهدف بأنه يتعامل فعلا مع رجل أعمال ثري.
ثم تمر أيّام يحاول فيها رجل الاستخبارات الإسرائيلي -الذي سيُصبِح مشغل الهدف- إيهامه بأن إدارة الشركة لم تقتنع بقدراته من أجل عقد صفقة تجارية معه، وأنه هو من يضغط من أجله لدى الإدارة وذلك كنوع من بناء الثقة بين الاثنين.
وبهذه الطريقة -تقول الصحيفة- بدأ الهدف تدريجيا بنقل المعلومات والأسرار عن دولته إلى مشغله دون علم منه، حيث استمرت اللقاءات إلى اليوم في عدة دول حول العالم وفي أماكن مختلفة ووفق سيناريوهات مخطط لها بدقة.
يُشار إلى أن الصحيفة لم تتحدث عن قيمة المعلومات الاستخباراتية التي قدمها الشخص المجند أو أي تفاصيل عنها، حفاظا على ما يبدو على السرية وعدم انكشاف أمر الخديعة لاسيما وأن الهدف يواصل عمله إلى اليوم، وفق ما ذكرت يديعوت أحرونوت.