فلسطين أون لاين

​لتكوين اتجاهات أطفالك نحو قضية الأسرى.. إليك الوسائل

...
اللهجة المبسطة للتعليم مهمة، فكل إنسان له لهجته أو لغته الخاصة
غزة/ نبيل سنونو:

"التعليم في الصغر كالنقش في الحجر"؛ هذا تمامًا هو القول الشهير الذي يعتقد خبراء في علم الاجتماع أنه ينطبق على توعية الأطفال القضايا الوطنية، ومنها معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ وإنهم يكشفون آثارًا مهمة سيتركه ذلك على شخصياتهم مستقبلًا.

وحتى لا تفوت الآباء فرصة تكوين اتجاهات أطفالهم نحو هذه القضية الوطنية، يحدد الخبراء وسائل عدة يمكنهم استخدامها لتحقيق هذا الهدف.

ووفق إفادة خبير علم النفس د. جميل الطهراوي، إن توعية الأطفال قضية الأسرى تكون يوميًّا وتتحقق على المدى البعيد، يقول: "مثلًا عندما يعرض التلفاز برامج أو مشاهد لها علاقة بهذه القضية، يتعين على الأب انتهاز الفرصة لإعطاء أطفاله فكرة عنها بطريقة مبسطة".

ويضيف الطهراوي في دردشة مع صحيفة فلسطين: "إنه يمكن للآباء أن يستثمروا الأحداث والمناسبات الوطنية لمخاطبة أطفالهم بشأنها بقدر ما يمكن لعقولهم استيعابه"، مشيرًا إلى أن وجود أطفال أسرى سيؤثر بعمق في فهم أقرانهم القضية.

ويرى أن هذه هي أفضل طريقة ليتشرب الأطفال القضايا الوطنية، وأي قضايا اجتماعية ذات قيمة.

ومن هذه الأحداث استشهاد الأسير بسام السايح الأحد الماضي، ما رفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ سنة 1967م إلى 221 شهيدًا.

ووفق إحصائيات رسمية صدرت قبل أيام عن هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير، وصل عدد الأسرى إلى 5700 ، منهم 230 طفلًا، و48 امرأة، و500 أسير إداري، و1800 مريض، منهم 700 بحاجة لتدخل طبي عاجل.

وينبه الطهراوي إلى ضرورة اختيار الوقت المناسب، قائلًا عن الأسلوب الذي يجب اتباعه مع الطفل لتوعيته: "الأمر أشبه بالدواء، فهناك جرعات خاصة بالكبار، وجرعات مناسبة للأطفال".

ويتابع: "اللهجة المبسطة للتعليم مهمة، فكل إنسان له لهجته أو لغته الخاصة، وفيما يتعلق بالأطفال يمكن استخدام الكلام القصصي معهم لعرض المعلومات والحقائق عن فلسطين".

وعن انعكاس هذه التوعية على الأطفال مستقبلًا، يوضح الطهراوي أن ذلك يسهم في تكوين الاتجاهات لديهم، واتخاذ المواقف الإيجابية، وتعزيز المبادئ.

ومن المفيد أن يخصص الأب مكافآت لأطفاله، كلما أبدوا تفاعلًا مع القضايا الوطنية قدمها لهم، لكون ذلك سيحفزهم على طلب المعلومات عنها بأنفسهم، بحسب إفادة الطهراوي.

"السوشال ميديا"

"لاشك أن أي موضوع يود الأب غرسه في الطفل يقدم له باعتباره ذا دلالة وأهمية، ليس فقط على الصعيد المجتمعي، وإنما الشخصي أيضًا"، والكلام هذه المرة لخبير علم النفس د. درداح الشاعر.

الشاعر يوضح لصحيفة "فلسطين" أنه ينبغي للأب الحرص على الحديث مع أطفاله عن الأسرى، وتوعيتهم أنهم يدافعون عن شعبهم الفلسطيني ويرفعون رأسه عاليًا، وترسيخ الصورة الإيجابية للأسير في أذهانهم.

ويبين أن من مرتكزات هذه الصورة الإيجابية شرح فضل الأسير على المجتمع الفلسطيني، وذكر قصصهم في أكثر من محفل، في البيت أو عند تناول الطعام أو الذهاب إلى المدرسة، ويفضل أن يصطحب الأبناء إلى المؤتمرات والمنتديات الخاصة بالأسرى حتى تبقى قضية حية في نفوسهم.

ويضيف الشاعر إلى ذلك المطبوعات أو الكتيبات التي تتناول هذه القضية، وسيلةً لتعليم الأطفال، وأيضًا أن يقص الجد والجدة عليهم بطولات الأسرى حتى يكونوا حاضرين دومًا في حياتهم.

ويلفت الخبير إلى أن عملية التربية شاملة وكاملة، مفسرًا بأنه يتعين على المجتمع مساندة الأب في إبراز دور الأسرى.

ولما كان معظم الأطفال ينجذبون إلى مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا)؛ فإن هذه فرصة للآباء يمكن استثمارها، يقول الشاعر: "هذه المواقع لها تأثير في التنشئة ربما يفوق المدرسة والأسرة، ولذلك يجب توجيه الأطفال لتصفح كل ما فيه فائدة، ومنه الصفحات والحسابات التي تحقق أهدافًا تعليمية وتنموية، ويمكن أن يكون ذلك بالرسم أو غيره من الوسائل المناسبة للطفل".

ويؤكد ضرورة استخدام كل الوسائل الثقافية والإعلام المسموع والمرئي والمقروء ما أمكن لبيان أن الأسير ليس منقطعًا عن المجتمع الفلسطيني، وإنما هو المحرك والأساس.

وينبه الشاعر إلى انعكاسات الاهتمام بالطفل من هذه الناحية، قائلًا: "إن ذلك سيدفع الطفل إلى تبني قضية الأسرى ويوقظ حبها في نفسه، والرغبة في الدفاع عنها بمختلف الوسائل الممكنة حاليًّا ومستقبلًا".

ويتمم: "إن التوعية تنشئ إنسانًا ناضجًا في المجتمع، له دور وأفكار حقيقية في تحرير الأسرى".