مع بدء العام الدراسي تبدأ الأم فرض طوق على بيتها أشبه بالأمني، فتقنن الزيارات والفسح ورحلات التنزه، وتصب كل جهدها في متابعة الأبناء في المدرسة من حل الواجبات ومراجعة الدروس والاستعداد للامتحانات، وقد يغيب الترفيه عن الأبناء من باب أن الدراسة أولى وثلاثة أشهر إجازة صيفية كانت كافية.
لكن الاختصاصية النفسية في مركز خان يونس للصحة النفسية كفاية بركة قالت: "إنه من الضروري أن تدرك الأم صعوبة انتقال الطفل الفجائي من مرحلة الحرية المطلقة والسهر والرحلات والترفيه، إلى مرحلة فيها انضباط والتزام، خاصة في المرحلة الابتدائية، وتحديدًا الصف الأول".
وأضافت بركة لـ"فلسطين": "على الأم أن تهيئ نفسها في الأسابيع الأولى للمدرسة لكل ما يصدر من سلوكيات خلال الشهر الأول من الدراسة، بسبب عدم تكيف ابنها مع المدرسة وعدها عالمًا جديدًا، فعليها أن تتعامل بطريقة إيجابية".
ونصحت ألا تعد مرحلة المدرسة من المراحل الصعبة التي تتطلب استنفارًا عامًّا، وهذا سيشكل ضغطًا نفسيًّا عليها أكثر من الطفل، وسينعكس على الطفل لا إراديًّا، فتشبعه كرهها للمدرسة، وبذلك سيشعر بالشعور ذاته.
ودعت الاختصاصية النفسية الأم إلى تنظيم الوقت، والاقتناع بأن المدرسة تطور من علاقات الطفل وتنمي قدراته، وبذلك عليها أن تشجع الطفل على حب المدرسة والتعليم.
وحذرت من حظر الترفيه والتنزه خلال العام الدراسي، بل عليها أن تمارس أي نشاط ترفيهي كل يوم في بيتها وتشرك أبناء الآخرين فيه، فاللعب ينمي الانتباه وحب الاستطلاع والتركيز لدى الطفل.
وأشارت بركة على الأم باستغلال وقت خروج الأطفال إلى المدرسة لإنجاز الأعمال المنزلية، وبعد عودتهم إلى البيت تجنب بدء الاستذكار فورًا، ومنحهم قسطًا للراحة أو النوم، ثم بدء الدراسة، واستخدام التعزيز واللعب لترغيبهم بها.
وشددت على ضرورة تنظيم الوقت والاستذكار أولًا بأول، فذلك يريح الأم والطفل، وعليها أن تتجنب أيضًا جعل يوم الجمعة يومًا لترفيه لطفل، بل أن تستغل يوم الخميس لاصطحابه في زيارة اجتماعية أو مكتبة أو مكان ترفيهي، وفي يوم الجمعة تعود لتهيئته لاستقبال أسبوع دراسي جديد، حتى لا يرهق من السهر والتعب الجسدي.
ولفتت بركة إلى أنه من الأفضل أن تستخدم التعزيز باللعب والترفيه لإلزامهم بإنهاء واجباتهم المدرسية، وستجد الابن يبذل قصارى جهده في إنجازها على أعلى مستوى.
وأكدت أن التنويع في أنشطة الترفيه واللعب وطرق الدراسة وتغيير المكان، سيزيدان من دافعية الطفل نحو الدراسة، موصية بالابتعاد عن الروتين في جميع الأحوال.
وأوضحت أن أفضل الأنشطة الترفيهية هي التي تركز على الأنشطة التي يحبها الطفل، قائلة: "فمثلًا الابن الذي يحب مشاهدة كرة القدم أو ممارستها امنحيه وقتًا لذلك، دعيه ينمي قدراته ومهاراته وميوله".