فلسطين أون لاين

​"حقيبة مدرسية" مبادرة لبّت نداء أسر فقيرة بغزة

...
صورة أرشيفية
غزة/ مريم الشوبكي:

انطلقت مبادرة "حقيبة مدرسية" من واقع معاناة الأسر الفقيرة في قطاع غزة، التي لم تسعفها الأوضاع المادية الصعبة التي تشتد تأزمًا في قطاع غزة لشراء الحقائب المدرسية لأبنائها، فحرمتهم فرحة استقبال العام الدراسي الجديد الذي بدأ منذ أسبوعين.

الكاتب المحاضر الجامعي فهمي شراب صاحب المبادرة لبى استغاثات كثيرة أرسلت له عبر صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، من أسر فقيرة وعائلات مستورة لم تستطع توفير حقائب مدرسية وقرطاسية لأبنائها، فأطلق هذه المبادرة.

قال شراب لـ"فلسطين": "بالفعل بدأت نشر المناشدات عبر منصات التواصل لجمع تبرعات من أهل الخير، لتمكين الأهالي من إدخال الفرحة على قلوب أبنائهم، ومن طريق الأصدقاء جمعت المال وتوجهت إلى التجار لشراء الحقائب بسعر الجملة من أجل التوفير وتوزيع حقائب على أكبر عدد ممكن من المحتاجين".

وأشار إلى أنه منذ إطلاق المبادرة أبدت وزارة التربية والتعليم تعاونها بإرسال سيارة خاصة لنقل الحقائب وأشرف طاقم من العاملين فيها على عملية التوزيع، ووفرت قائمة بالأطفال الأشد فقرًا في المدارس.

وذكر المحاضر الجامعي أنه وزعت نحو 1300 حقيبة مدرسية مع كتيبات دينية وثقافية على طلاب المدارس، وشملت المبادرة المحافظات الجنوبية والوسطى ومدينة غزة أيضًا، وقدمت الحقائب حسب التوزيع الجغرافي للمحافظات.

ولفت إلى أن جل المساعدات كانت من المواطنين الذين شعروا بالمسؤولية الاجتماعية، ويعيشون مثل الظروف الصعبة التي تعيشها تلك الأسر الفقيرة.

وبين شراب أن تفاعل الجمهور مع المبادرة جاء سريعًا، حتى إن بعض الجزائريين من الخارج حولوا بعض الأموال من أجل المبادرة.

واستطاع شراب أن يبني ثقة مع جمهوره في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نجاحه في مبادرة دفع المال عن الغارمين، التي استطاعت إخراج نحو 1500 غارم من السجن، وكانت "حقيبة مدرسية" هي مبادرته الثانية، بعد مناشدات الأسر الفقيرة لتوفيرها لأبنائهم، قال: "خطئي الوحيد أنني أطلقتها متأخرًا، وكان من المفترض إطلاقها قبل بدء العام الدراسي بمدة كافية".

وطالب بتعميم المبادرة، وأن تتبناها مؤسسات وجهات تستطيع أن تدعم الأسر الفقيرة وتخفف عنها صعوبة الظروف المعيشية التي تمر بها.

وعن العقبات التي واجهتها المبادرة، أجاب شراب: "منع حكومة رام الله إرسال التبرعات إلى بنوك غزة إلا بموافقة من جهاز الأمن الوقائي".

ووصف هذا الشرط بـ"المعيب" الذي لا يضعه إلا الاحتلال فقط الذي يريد أن يقطع أواصر المجتمع الفلسطيني، "وعليه يجب أن ترفع رام الله هذا الشرط" على حد قوله.