" دعا المرشد الإيراني الأعلى آية الله خامنئي المقاومة الفلسطينية إلى عدم التدخل في الخلافات الداخلية للدول ونزاعاتها القومية والطائفية، في إشارة تبدو إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس، وموقفها من الأزمة السورية.
وقال خامنئي خلال افتتاح المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران : على المقاومة الفلسطينية أن تعتبر من ماضيها وأن قضيتها أسمى من كل الخلافات بين الدول العربية والإسلامية أو داخلها، أو أن تقحم نفسها في خلافاتها القومية والمذهبية.
وأضاف خامنئي أن موقف إيران من المقاومة هو موقف مبدئي لا علاقة له بجماعة خاصة، مؤكداً أن طهران ستقف إلى جانب كل من يبقى في طريق المقاومة، وقد ابتعد عنا كل من خرج عن هذا الطريق." انتهى الاقتباس من كلام المرشد.
إن عقد المؤتمر السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران يقتضي مثل هذا الكلام العام والصحيح الذي قاله المرشد الأعلى خامنئي، ولكن ما قاله لا يحمل جديدا، بل فيه تكرار واضح لما تمارسه حركات المقاومة الفلسطينية.
من البديهي والمتواتر أن حركات المقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، أنها لا تتدخل في الشأن الداخلي لأي من البلاد العربية والإسلامية، وهي سياسة مقررة في الحركة، ولها تطبيقات واضحة في الشأن السوري، والعراقي، والمصري، واليمني، والليبي، وحيثما وجد صراع في البلاد العربية تنأى حماس بنفسها عن هذا الصراع ما استطاعت لذلك سبيلا، وتقاوم كل محاولات إقحامها في هذه الصراعات، أو فيما يسمى بلعبة المحاور، وهي كذلك أبعد ما تكون عن الصراعات المذهبية والطائفية التي توشك أن تحرق مناطق الصراع؟!.
إن سياسة النأي حملت حماس وفصائل المقاومة الكثير من الأحمال التي لا تطيقها، ومع ذلك فقد صمدت فصائل المقاومة في وجه التأثيرات الخارجية، وحافظت على مواقفها الحيادية، والعمل في المساحات المشتركة بينها وبين الدول الأخرى، مع ابتعاد، ونأي ، عن مناطق ومساحات الخلاف.
المقاومة الفلسطينية، وحماس بالذات، تدرك أن سياسة المحاور تضر ضررا بالغا بالمقاومة وبالقضية الفلسطينية، في الوقت الذي تحاول فيه المقاومة استبقاء القضية الفلسطينية قضية مركزية دائمة للأنظمة العربية والإسلامية وللشعوب العربية والإسلامية أيضا..
إن كلام المرشد خامنئي فرضته المناسبة، وهو في أحسن الأحوال من باب التذكير، والتأكيد على ما هو قائم فعلا، فالمقاومة الفلسطينية ترفض أن تكون في جيب أحد أو في محور من المحاور التي تتصارع مع محاور أخرى، وهي ليست جزءا من الخلافات العربية الداخلية، أو الخلافات الإقليمية، أو الطائفية، ويدها ممدودة للتعاون مع الجميع ممن يحبون أن يدعموا المقاومة ويتعاونوا معها، كل بحسب استطاعته وقراره.
ودعا خامنئي الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة الوطنية، وإدارة خلافاتها كي لا تستغل إسرائيل تلك الخلافات، مضيفاً ان تنوع وجهات النظر أمر طبيعي ويؤدي إلى تعزيز المقاومة، شريطة ألا يؤدي إلى النزاع والصراع بين الفصائل الفلسطينية.
ووصف خامنئي إسرائيل بالغدة السرطانية في جسم العالم الإسلامي، مؤكداً أن “علاج هذه الغدة يجب أن يكون على مراحل” في إشارة إلى الانتفاضات الفلسطينية المتوالية، مؤكداً أن إسرائيل اليوم أضعف من أن تصمد أمام إرادة الشعوب.
ودعا خامنئي الدول الإسلامية والأحرار في العالم، إلى دعم مقومات صمود الشعب الفلسطيني، منوهاً إلى ضرورة عدم الإغفال عن دعم الضفة الغربية، التي انطلقت فيها الانتفاضة الفلسطينية الحالية.