فلسطين أون لاين

​وشاح: ادعاءات اليهود بحقهم في فلسطين "باطل يراد به سرقة الحق"

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

أكد رئيس قسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية في قطاع غزة، د. غسان وشاح، أن مزاعم اليهود الصهاينة بملكيتهم أرض فلسطين والقدس لا تصمد أمام النقد العلمي التاريخي مطلقًا فهي مزاعم واهية.

وقال وشاح في حديث لـ"فلسطين": إن "من أكبر أكاذيب الصهاينة فيما يخص المسجد الأقصى أنه بني على أنقاض الهيكل الذي دمر في 21 أغسطس 586 قبل الميلاد، وهذا كلام مغلوط فلا يوجد تحت المسجد الأقصى أي بناء آخر".

وأضاف: أن "علماء الهندسة قالوا إن ما يوجد تحت المسجد الأقصى حجارة رسوبية وكنعانية ولم يتحدثوا مطلقًا عن أي أنقاض"، مؤكدًا أن الصهاينة لم يستطيعوا إيجاد أي شيء تحت المسجد الأقصى رغم الحفريات التي يقومون بها.

وتابع: أن لا يوجد ما يدلل على وجود هيكل في المسجد الأقصى أو أي بناء غيره تحته، لافتًا إلى أن المسجد المرواني الموجود جنوب شرق الأقصى يسمى مسجد التسوية بناء على تسوية الأرض، وأن المسجد القبلي مساوٍ للأرض وهذا دليل على أنه لا يوجد أي بناء تحته.

ونبه وشاح إلى أن كثير من المهندسين خصصوا أبحاثهم لفحص المسجد الأقصى وطبيعة الأرض تحته، وجميعهم أكدوا أنه لا مجال لتصديق أي أكذوبة من أكاذيب وادعاءات الصهاينة المغتصبين لفلسطين وللمسجد الأقصى.

وأشار إلى أنه مهما حاول الصهاينة تزوير بعض القطع الأثرية والادعاء أنها تثبت وجودهم في فلسطين، فإن أكبر وأشهر المتاحف في العالم اكتشفت تزوير الاحتلال لهذه القطع وأصبحت ترفض أي قطعة أثرية تكون قادمة من دولة الاحتلال لعرضها في المتاحف الدولية لأنها مزورة.

وذكر وشاح أن الصهاينة يستندون في ادعاءاتهم إلى أن لهم حقًّا تاريخيًّا ودينيًّا في القدس بأن لهم وعودًا ذُكرت في التوراة، ومنها أن التوراة أعطتهم الحق في ملكية هذه الأرض في أحد أسفار التوراة، لافتًا إلى أن الوعود التي ذكرت فيها متناقضة فأحيانًا تكون عن فلسطين فقط، أو عن الأرض من البحر إلى النهر.

واستدرك:" إلا أن جميع الوعود التي ذكرت في التوراة هناك حقائق تدحضها وتثبت كذبها، وتؤكد أن فلسطين أرض عربية وهي جزء من جزيرة العرب وقد استقروا فيها أكثر مما استقر اليهود على مدار السنين كلها".

وأوضح وشاح أن التاريخ أثبت وجود القبائل العربية من الكنعانيين في فلسطين قبل ظهور اليهود بآلاف السنين، وأن وجود العرب لم ينقطع واستمر في فلسطين إلى اليوم الحالي، على عكس وجود اليهود الذي كان على فترات متقطعة في فلسطين ولأوقات قليلة.

وأشار إلى أن أكثر من 80% من اليهود المعاصرين -حسب دراسات عدد من اليهود أنفسهم- لا يمتون تاريخيًّا بأي صلة للقدس وفلسطين، كما لا يمتون قوميًّا لبني إسرائيل، فالأغلبية الساحقة ليهود اليوم تعود إلى يهود الخزر (الأشكناز).

وتابع: إن "الأشكناز قبائل تترية تركية قديمة كانت تقيم في شمال القوقاز، وتهودت في القرن الثامن الميلادي، ولم يتسنَّ لهم أو لأجدادهم أن يروا فلسطين في حياتهم، وأن اليهود المعاصرون –سلالة الخزر– إن كان لهم حق المطالبة بأرض فعليهم أن يطالبوا بالحق التاريخي لمملكة الخزر بجنوب روسيا وبعاصمتهم (إتل) وليس بفلسطين أو بيت المقدس".

وتساءل وشاح: "إن كان لليهود حق في المسجد الأقصى وفلسطين فلماذا لم يطالبوا بهذا الحق طوال القرون التي مضت؟ حتى أنه مع ظهور الصهيونية لم تكن فلسطين هي المرشح الأول لتكون الوطن القومي لليهود بل كانت موزمبيق أو الكونغو أو الأرجنتين".