فلسطين أون لاين

قرد أم غزال؟

...
بقلم / تامر قشطة

إن صح المثل القائل بأن "القرد في عين أمه غزال" فإن قلمي سيصف الفتاة خلال فترة الخطوبة بأنها ملكة جمال في عين خطيبها الذي سرعان ما يغير تلك الصورة التي رسمها في مخيلته بعد الزواج.

ما أكتبه ليس بالضرورة توصيفا لحال المجتمع، لكنه يستهدف فئة معينة، بمعنى أن ما أسقطه على المخطوبين ليس بالضرورة أن يشمل كل شرائح المجتمع الذي يزخر بالنماذج المتعددة والتجارب الإيجابية والسلبية.

وفي هذا المقال سأقدم للقارئ نموذجا حول تلك التجربة، تتحدث حول حالة شاب وفتاة عاشا فترة خطوبة سعيدة، كان الزوج خلال هذه الفترة يحرص على تقديم الهدايا بشكل متكرر لخطيبته، لكن الواقع بعد الزواج تغير وانقلب رأساً على عقب، حيث توقف عن تلك العادة نظراً لصعوبة الواقع الاقتصادي الذي يعيشه هو وقطاع غزة بشكل عام.

فماذا عن الزوجة إذًا؟ شعرت الزوجة بعد توقف الزوج عن الاهتمام بها بالخداع وقلة الاحترام، ليس ذلك فحسب، بل إنها بدأت تشعر بأن السيناريوهات التي رسمتها لحياتها مع شريك العمر قد تبخرت.

في المقابل، فإن الزوج أصبح يشمئز من عدم اهتمام زوجته بملابسها المنزلية ومهامها اليومية والعلاقة الزوجية خصوصاً بعد الإنجاب، إضافة إلى زيادة وزنها وسوء تفكيرها خصوصاً في بعض المواقف الأسرية، وكانت المشادة التالية:

الزوجة: اكتشفت مدى خداعك لي خلال فترة الخطوبة.

الزوج يرد بغضب: انظري لنفسك تعرفي لماذا وصلتِ إلى هذا الاكتشاف.

الزوجة تجيب: أصبحت في المنزل مثل قطعة من الأثاث لا تهتم بها.

الزوج: أنا لا أبخل عليك بشيء لكن هذا واقع الحياة.

الزوجة: أين الهدايا والوعود التي قطعتها على نفسك أيام الخطوبة؟

الزوج: أنا لم أخلف وعدي وكل ما أستطيع فعله يقدَّم لك؟

الزوجة: أنت أصبحت تفضل غيري لأنني أصبحت سلعة قديمة.

الزوج: ما تقولينه ليس صحيحا ولكن عقلك يوهمك بذلك.

وهكذا تكون المشادات بين الأزواج وعلى موضوعات ربما تكون في الأصل ليست ذات قيمة لكن عدم المصارحة من قبل الزوجين واستمرار التراكمية بينهما يؤدي في كثير من الاحيان إلى التصادم والذي ينتج عنه التفكك الأسرى الذي قد يقود في النهاية إلى الطلاق.

لذا الأصل على كل المتزوجين أن يخصصوا بعض الوقت خلال كل أسبوع لمراجعة واقع حياتهم ومطابقتها مع ما كانا يطمحان إليه خلال فترة الخطوبة والعمل على المصارحة بينهما والوقوف على السلبيات من أجل انجاح تجربتهما وتربية أطفالهما في إطار أسرة متينة قائمة على المحبة والايمان والعزة والكرامة.